Kitaabka Rowdatul Anwaar Fii Siirati An Nabiyil Mukhtaar* (Q42aad) *Li Sh Xassan Ibraahim Xafidahullaah
ثم خرج - صلى الله عليه وسلم - في جمادى الأولى أو الآخرة سنة ٢هـ إلى ذي العشيرة في مائة وخمسين، أو في مائتين من المهاجرين، يعرض عيراً لقريش ذاهبة إلى الشام، ولكنها فاتته قبل أيام. وعقد ميثاق عدم العدوان مع بني مدلج.
ثم بعث - صلى الله عليه وسلم - في شهر رجب سنة ٢هـ عبدالله بن جحش الأسدي إلى نخلة، بين مكة والطائف، في اثني عشر رجلاً، وأسروا اثنين، وساقوا العير، وغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ذلك، ولم يرض به، فأطلق الأسيرين وأدى دية المقتول.
وكان الحادث في آخر يوم من رجب، فأثار المشركون ضجة بأن المسلمين انتهكوا حرمة الشهر الحرام. فأنزل الله: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ} [البقرة: ٢١٧].
وفي شعبان سنة ٢هـ حول الله القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة، وكان ذلك مما يحبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وينتظره، وقد انكشف بذلك بعض المخادعين من المنافقين واليهود الذين دخلوا في الإسلام زوراً. فارتدوا وتطهرت صفوف المسلمين منهم.
تلك هي التحركات العسكرية التي قام بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون لحفظ أمن المدينة وأطرافها. ولإشعار قريش بسوء عاقبتها إن لم تكف عن شرها، ولكنها ازدادت في العلو والاستكبار، فلاقت جزاء أمرها في بدر، وكان عاقبة أمرها خسراً.
غزوة بدر الكبرى
وهي أول معركة فاصلة بين قريش والمسلمين، وسببها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان بالمرصاد للعير التي فاتته إلى الشام حينما خرج إلى ذي العشيرة. وأرسل لها رجلين إلى الحوراء من أرض الشام ليأتيا بخبرها، فلما مرت بهما العير أسرعا إلى المدينة، فندب لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسلمين، ولم يعزم عليها الخروج، فانتدب ٣١٣ رجلاً – وقيل ٣١٧ رجلاً – ٨٢ أو ٨٣ أو ٨٦ من المهاجرين و٦١ من الأوس، و١٧٠ من الخزرج. ولم يتخذ هؤلاء أهبتهم الكاملة، فلم يكن معهم إلا فرسان وسبعون بعيراً فقط.
وعقد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لواء أبيض دفعه لمصعب بن عمير، وكان للمهاجرين علم يحمله علي بن أبي طالب، وللأنصار علم يحمله سعد بن معاذ، واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم، ثم أرسل مكانه من الروحاء أبا لبابة بن عبد المنذر.
وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المدينة يريد بدراً ن وهو موضع على بعد ١٥٥ كيلومتراً جنوب غربي المدينة تحيط به جبال شواهق من كل جانب، وليس فيه إلا ثلاثة منافذ، منفذ في الجنوب، وهو العدوة القصوى، ومنفذ في الشمال وهو العدوة الدنيا، ومنفذ في الشرق قريباً من منفذ الشمال يدخل منه أهل المدينة، وكان فيه المساكن والآبار والنخيل فكانت تنزل القوافل، وتقيم فيه ساعات وأياماً. فكان من السهل جداً أن يسد المسلمون هذه المنافذ بعد ما تنزل العير في هذا المحيط، فتضطر إلى الاستسلام. ولكن من لوازم هذا التدبير أن لا يشعر أهل العير بخروج المسلمين إطلاقاً، حتى ينزلوا ببدر على غزة، ولذلك سلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أول ما سلك طريقاً آخر غير طريق بدر ثم تأنى في التقدم إلى جهة بدر.
أما العير فكان قوامها ألف بعير موقرة بأموال لا تقل عن خمسين ألف دينار، وكان رئيسها أبا سفيان، ومعه نحو أربعين رجلاً فقط. وكان أبو سفيان في غاية التيقظ والحذر، يسأل من كان غاد ورائح عن تحركات المسلمين، حتى علم بخروج المسلمين من المدينة، وهو على بعد غير قليل من بدر، فحول اتجاه العير إلى الغرب ليسلك طريق الساحل، ويترك طريق بدر إطلاقاً، واستأجر رجلاً يخبر أهل مكة بخروج المسلمين بأسرع ما يمكن، فلما بلغهم النذير استعدوا سراعاً وأوعبوا في الخروج. فلم يتخلف من كبرائهم إلا أبو لهب [أبو لهب هو عم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، واسمه عبد العزى بن عبد المطلب وكنيته أبو عتبة هلك سنة ٦٢٤. وهو الأخ غير الشقيق لعبد الله بن عبد المطلب والد النبي محمد صلى الله عليه وسلم . عرف عبد العزى بكنية أبو عتبة نسبة لأبنه الأكبر عتبة بن عبد العزى بن عبد المطلب، ولكن الاسم المشهور له هو أبو لهب، لقبه إياه أبو عبد المطلب لوسامته وإشراق وجهه]. وحشدوا من حولهم من القبائل ولم يتخلف من بطون قريش إلا بنو عدي.
ولما وصل هذا الجيش إلى الجحفة بلغتهم رسالة أبي سفيان يخبرهم بنجاته ويطلب منهم العودة إلى مكة، وهم الناس بالرجوع ولكن أبى ذلك أبو جهل استكباراً ونخوة، فلم يرجع إلا بنو زهرة. وأشار عليهم بذلك حليفهم ورئيسهم الأخنس بن شريق الثقفي، وكانوا ثلاثمائة، أما البقية وهم ألف، فواصلوا سيرهم حتى نزلوا قريباً من العدوة القصوى خارج بدر في ميدان فسيح، وراء الجبال المحيطة ببدر.
أما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد علم بخروج أهل مكة، وهو في الطريق، فاستشار المسلمين، فقام أبو بكر فتكلم وأحسن، ثم قام عمر فتكلم وأحسن، ثم قام المقداد فقال: والله يا رسول الله لا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى: {اذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُون}، ولكن نقاتل عن يمينك وعن يسارك ومن بين يديك ومن خلفك، فأشرق وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسر بذلك.
Kitaabka Rowdatul Anwaar Fii Siirati An Nabiyil Mukhtaar* (Q42aad) *Li Sh Xassan Ibraahim Xafidahullaah
✧Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ✧كتاب روضـة الأنوار في سيرة النبي المختار✧Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ✧