Kitaabka Rowdatul Anwaar Fii Siirati An Nabiyil Mukhtaar* (Q26aad)* Li Sh Xassan Ibraahim Xafidahullaah

0
Monday September 07, 2015 - 16:32:13 in Wararka by
  • Visits: 1783
  • (Rating 0.0/5 Stars) Total Votes: 0
  • 1 0
  • Share via Social Media

    Kitaabka Rowdatul Anwaar Fii Siirati An Nabiyil Mukhtaar* (Q26aad)* Li Sh Xassan Ibraahim Xafidahullaah

    ✧Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ✧كتاب روضـة الأنوار في سيرة النبي المختار✧Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ✧

    Share on Twitter Share on facebook Share on Digg Share on Stumbleupon Share on Delicious Share on Google Plus

✧Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ✧كتاب روضـة الأنوار في سيرة النبي المختار✧Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ✧

وجلس النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحائط تحت ظل حبلة من عنب، متعمداً إلى جدار، وقد أثر في نفسه ما لاقاه، فدعا بالدعاء المشهور:



"اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس. يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني. أم إلى عدو ملكته أمري. إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي. أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك. أو يحل علي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك".


ورآه ابنا ربيعة في هذا الحال فأخذتهما رقة. وأرسلا إليه بقطف من عنب مع مولى لهما نصراني اسمه عداس، فلما مد النبي - صلى الله عليه وسلم - يده ليتناوله قال: "بسم الله"، ثم أكل. فقال عداس، هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلاد.


فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من أي البلاد أنت؟ وما دينك؟"

فقال: نصراني، من أهل نينوى.


فقال: "من قرية الرجل الصالح يونس بن متى؟"

فقال: وما يدريك ما يونس بن متى؟


فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ذاك أخي كان نبياً وأنا نبي". وقرأ عليه قصة يونس - عليه السلام – من القرآن، فأسلم عداس على ما يقال.


ثم خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الحائط، وتقدم في طريقه إلى مكة، وهو كئيب حزين مهموم، حتى إذا بلغ قرن المنازل، أظلته سحابة فيها جبريل ومعه ملك الجبال، فرفع - صلى الله عليه وسلم - رأسه، فناداه جبريل، قال: أن الله بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت. ثم سلم ملك الجبال وقال: يا محمد ! ذلك، فما شئت، إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين – وهما جبلا مكة: أبو قبيس والذي يقابله – فقال - صلى الله عليه وسلم -: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً.


وأفاق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من همه بمجيء هذا النصر، وتقدم في طريقه إلى مكة حتى نزل بنخلة، وأقام بها أياماً، وأثناء إقامته بها صرف الله إليه نفراً من الجن يستمعون القرآن، وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر، فلما قضى ولوا إلى قومهم منذرين، وقد آمنوا به، ولم يشعر بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى نزل بذلك القرآن: آيات من سورة الأحقاف، وآيات من رسول الجن.


وبعد أيام خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من نخلة يريد مكة، وهو يرجو من الله الفرج والمخرج، ويخشى من قريش الشر والبطش، فأحب أن يحتاط لنفسه، فلما دنا من مكة مكث بحراء، وبعث رجلاً إلى الأخنس بن شريق ليجيره، فاعتذر بأنه حليف، والحليف لا يجير، فأرسل إلى سهيل بن عمرو، فاعتذر بأنه من بني عامر بن لؤي، وهم لا يجيرون على بني كعب بن لؤي، فأرسل إلى المطعم بن عدي، وهو من بني نوفل بن عبد مناف أخي هاشم بنم عبد مناف جد النبي - صلى الله عليه وسلم - وعبد مناف أعز بطن في قريش، فقال المطعم: نعم. وتسلح هو وبنوه، ثم أرسل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاء ودخل المسجد الحرام، وطاف بالبيت، وصلى ركعتين، ثم انصرف إلى بيته، والمطعم بن عدي وأولاده محدقون برسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالسلاح. وكان المطعم قد أعلن في قريش أنه أجار محمداً، فقبلوا ذلك منه.



جدال المشركين وطلبهم الآيات


وكان من جملة جدال المشركين أنهم كانوا يطلبون من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الآيات تعجيزاً وعناداً، وقد تكرر ذلك منهم مراراً في أوقات مختلفة، فمن ذلك أنهم اجتمعوا مرة في المسجد الحرام، واستشاروا بينهم، ثم أرسلوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن أشراف قومك قد اجتمعوا ليكلموك.


وحيث إن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان حريصاً على رشدهم غاية الحرص، كما قال الله- تعالى:  {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً} [الكهف: ٦]، فقد جاءهم سريعاً يرجو إسلامهم، فقالوا: إنك تخبرنا أن الرسل كانت لهم آيات، كانت لموسى عصا، ولثمود الناقة، وكان عيسى يحيي الموتى، فأتنا بآية كما أرسل الأولون.


وكانوا يظنون أن من خواص الرسل أنهم يقدرون على إحداث مثل هذه الخوارق والمعجزات متى شاءوا، كما يقدر عامة الناس على أعمالهم الطبيعية.


فاقترحوا عليه - صلى الله عليه وسلم - أن يجعل لهم الصفا ذهباً، أو يسير عنهم الجبال، ويبسط لهم البلاد، ويجري فيها الأنهار، أو يبعث من مضى من آبائهم حتى يشهدوا بأنه رسول:


{وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً(٩٠) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً(٩١) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ والملائكة قَبِيلاً(٩٢) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ(٩٣)} [الإسراء: ٩٠ــ٩٣].


وقد أبدوا رغبتهم في الإسلام إذا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بما اقترحوه {وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِندَ اللّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءتْ لاَ يُؤْمِنُونَ} [الأنعام: ١٠٩].



فدعا الله أن يريهم ما طلبوه، ورجا إسلامهم، فجاء جبريل وخيره بين أن يريهم الله ما طلبوه فمن كفر بعد ذلك منهم عذبه عذاباً لا يعذبه أحداً من العالمين، وبين أن يفتح لهم باب التوبة والرحمة، فقال: بل باب التوبة والرحمة، فلما اختار النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا أنزل الله عليه جواب مقترحات المشركين فقال له: {قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً} [الأنعام: ٩٣].



Leave a comment

  Tip

  Tip

  Tip

  Tip