Kitaabka Rowdatul Anwaar Fii Siirati An Nabiyil Mukhtaar *(Q22aad)* Li Sh. Xassan Ibraahim Xafidahullaah

0
Wednesday September 02, 2015 - 02:49:43 in Wararka by
  • Visits: 1797
  • (Rating 0.0/5 Stars) Total Votes: 0
  • 0 0
  • Share via Social Media

    Kitaabka Rowdatul Anwaar Fii Siirati An Nabiyil Mukhtaar *(Q22aad)* Li Sh. Xassan Ibraahim Xafidahullaah

    ✧Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ✧كتاب روضـة الأنوار في سيرة النبي المختار✧Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ✧

    Share on Twitter Share on facebook Share on Digg Share on Stumbleupon Share on Delicious Share on Google Plus

✧Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ✧كتاب روضـة الأنوار في سيرة النبي المختار✧Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ✧


عزة الإسلام والمسلمين بإسلام عمر رضي الله تعالى عنه:



أما المسلمون فقد وجدوا عزة وقوة كبيرة بإسلام عمر، فقد كانوا قبل ذلك يصلون سراً، فلما أسلم عمر قال: يا رسول الله ألسنا على الحق وإن متنا وإن حيينا؟ قال: بلى. قال: فيم الاختفاء؟ والذي بعثك بالحق لنخرجن، فخرجوا به في صفين، حمزة في أحدهما وعمر في الآخر، لهم كديد ككديد الطحين، حتى دخلوا المسجد الحرام، فلما نظرت إليهما قريش أصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها، ولذلك سمي الفاروق.


 

قال بن مسعود: ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر، وقال ما كنا نقدر أن نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر. وقال صهيب: لما أسلم عمر ظهر الإسلام، ودعى إليه علانية، وجلسنا حول البيت حلقاً، وطفنا بالبيت، وانتصفنا ممن غلط علينا، ورددنا عليه بعض ما يأتي به.


عرض الرغائب والمغريات:


ولما رأى المشركون قوة المسلمين وشوكتهم بعد إسلام حمزة وعمر رضي الله عنهما اجتمعوا للشورى بينهم، وليفكروا في أنسب خطوة يقومون بها في أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين. فقال لهم عتبة بن ربيعة العبشمي – من بني عبد شمس بن عبد مناف، وكان سيداً مطاعاً في قومه – يا معشر قريش! ألا أقوم لمحمد فأكلمه، وأعرض عليه أموراً لعله يقبل بعضها فنعطيه إياها ويكف عنا؟ فقالوا: بلى يا أبا الوليد! فقم إليه فكلمه. فذهب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو جالس في المسجد وحده.


فقال: يا ابن أخي! إنك من حيث قد علمت، من خيارنا حسباً ونسباً، وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم، فرقت به جماعتهم، وسفهت أحلامهم، وعبت آلهتهم ودينهم، وكفرت من مضى من أبائهم، فاسمع مني أعرض عليك أموراً تنظر فيها لعلك تقبل منها بعضه.


فقال عليه الصلاة والسلام: "قل يا أبا الوليد أسمع".


فقال: يا ابن أخي! إن كنت تريد بما جئت به من هذا الأمر مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً، وإن كنت تريد به شرفاً سودناك علينا حتى لا نقطع أمراً دونك. وإن كنت تريد به ملكاً ملكناك علينا، وإن كان بك الباءة فاختر أي نساء قريش شئت فلنزوجك عشراً. وإن كان هذا الذي يأتيك رئياً من الجن لا تستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الطب، وبذلنا فيه أموالنا، حتى نبرئك منه، فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوى منه.


فقال عليه الصلاة السلام: " أو قد فرغت يا أبا الوليد" !


قال: نعم.


قال: "فاسمع مني".


قال: أفعل.


فقرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {بسم الله الرحمن الرحيم، حم(١) تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ(٢) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ(٣) بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ(٤) وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ(٥)} [فصلت: ١ــ٥].


ومضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرؤها عليه، وهو يستمع منه، وقد ألقى يديه خلف ظهره معتمداً عليهما، فلما بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى قوله تعالى: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ}، وضع عتبة يده على فم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وناشد الله والرحم مخافة أن يقع في ذلك، وقال: حسبك.


ولما انتهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى السجدة سجد، ثم قال: "سمعت يا أبا الوليد؟"


قال: سمعت.


قال: " فأنت وذاك".


فقام عتبة إلى أصحابة، فقال بعضهم لبعض: نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به. فلما جلس إليهم قالوا: ما وراءك يا أبا الوليد؟


قال: ورائي أني سمعت قولاً والله ما سمعت مثله قط. والله ماهو بالشعر ولا بالسحر ولا بالكهانة. يا معشر قريش! أطيعوني واجعلوها لي. وخلوا بين هذا الرجل وبين ماهو فيه، فاعتزلوه. فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت منه نبأ عظيم، فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب فملكه ملككم، وعزه عزكم، وكنتم أسعد الناس به.


 

قالوا: سحرك والله يا أبا الوليد. قال: هذا رأيي فيه، فاصنعوا ما بدا لكم.



مساومات وتنازلات:

 

ولما فشل المشركون في هذا الإغراء والترغيب، فكروا في المساومة في الدين، فقالوا له: - صلى الله عليه وسلم - نعرض عليك خصلة واحدة لك فيها صلاح.


قال: "وما هي؟"


قالوا: تعبد آلهتنا سنة. ونعبد إلهك سنة، فإن كنا على الحق أخذت منه حظاً، وإن كنت على الحق أخذنا منه حظاً، فأنزل الله – تعالى - {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ(١) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} إلى آخر السورة، وأنزل: {قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ}، وأنزل أيضاً: {قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ} [الزمر: ٦٤،٣٩].


وكان المشركون حريصين على حسم الخلاف، آملين ما رجاه عتبة بن ربيعة، فأبدوا مزيداً من التنازل، ومالوا إلى قبول ما يعرضه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولكن اشترطوا بعض التعديل والتبديل فيما أوحي إليه، فقالوا: {ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـذَا أَوْ بَدِّلْهُ} فأمره الله تعالى: {قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [يونس: ١٥،١٠].


ونبهه الله على عظم هذا، فقال وهو يذكر بعض ما دار في خلد النبي - صلى الله عليه وسلم - من الخواطر حول ذلك: {وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً(٧٣) وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً(٧٤) إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً[الإسراء: ٧٣ــ٧٥].


وبهذه المواقف الصارمة تبين للمشركين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قائم بالدعوة إلى الدين، وليس بتاجر حتى يقبل المساومة أو التنازل في الثمن، فأرادوا التأكد من ذلك عن طرق أخرى. فأرسلوا إلى يهود يسألونهم عن أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت لهم أحبار اليهود: سلوه عن ثلاث، فإن أخبر فهو نبي مرسل، وإلا فهو متقول. سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول، ما كان أمرهم؟ فإن لهم حدثياً عجب، وسلوه عن رجل طواف بلغ مشارق الأرض ومغاربها، ما كان نبؤه؟ وسلوه عن الروح ما هي؟




Leave a comment

  Tip

  Tip

  Tip

  Tip