Kitaabka Rowdatul Anwaar Fii Siirati An Nabiyil Mukhtaar*(Q12aad)*Li Sh. Xassan Ibraahim Xafidahullaah

0
Tuesday August 18, 2015 - 11:53:39 in Wararka by
  • Visits: 2221
  • (Rating 5.0/5 Stars) Total Votes: 1
  • 2 1
  • Share via Social Media

    Kitaabka Rowdatul Anwaar Fii Siirati An Nabiyil Mukhtaar*(Q12aad)*Li Sh. Xassan Ibraahim Xafidahullaah

    ✧Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ✧كتاب روضـة الأنوار في سيرة النبي المختار✧Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ✧

    Share on Twitter Share on facebook Share on Digg Share on Stumbleupon Share on Delicious Share on Google Plus

✧Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ✧كتاب روضـة الأنوار في سيرة النبي المختار✧Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ✧

وأحياناً كانوا يقولون عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنه قد أصابه نوع من الجنون، فهو يتخيل المعاني ثم يصوغها في كلمات بديعة رائعة، كما يصوغ الشعراء، فهو شاعر وكلامه شعر، قال – تعالى – رداً عليهم{وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ(٢٢٤) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ(٢٢٥) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ(٢٢٦)} [الشعراء: ٢٢٤ــ٢٢٦]



فهذه ثلاث خصائص يتصف بها الشعراء، ولا توجد واحدة منها في النبي - صلى الله عليه وسلم - فالذين اتبعوه هداة، متقون، صالحون في دينهم، وخلقهم، وأفعالهم، وتصرفاتهم، ومعاملاتهم، ولا توجد عليهم مسحة من الغواية في أي شأن من شؤونهم. وهو لا يهيم في الأودية كلها كما يهيم الشعراء، بل يدعو إلى رب واحد، ودين واحد، وصراط واحد. وهو لا يقول إلا ما يفعل، ولا يفعل إلا ما يقول، فأين هو من الشعر والشعراء؟ وأين الشعر والشعراء منه؟


٤ــ الرابع: النقاش والجدال:


وكانت ثلاث قضايا استغربها المشركون جداً، وكانت هي الأساس في الخلاف الذي حصل بينهم وبين المسلمين في أمر الدين، وهي: التوحيد، والرسالة، والبعث بعد الموت. فكانوا يناقشون في هذه القضايا، ويجادلون حولها.


فأما البعث بعد الموت فلم يكن عندهم في ذلك إلا التعجب والاستغراب، والاستبعاد العقلي فقط، فكانوا يقولون{أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ(١٦) أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (١٧)} [الصافات: ١٦ــ١٧].


وكانوا يقولون: {أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ} [ ق: ٣] . وكانوا يقولون: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ(٧) أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَم بِهِ جِنَّةٌ (٨)} [سورة سبأ: ٧-٨].


وقال قائلهم:  أموت ثم بعث ثم حشر حديث خرافة يا أم عمرو


وقد رد الله عليهم بأنواع من الردود، حاصلها أنهم يشاهدون في الدنيا أن الظالم يموت دون أن يلقى جزاء ظلمه، والمظلوم يموت دون أن يأخذ حقه من ظالمه، والمحسن الصالح يموت قبل أن يلقى جزاء إحسانه وصلاحه، والمسيء يموت قبل أن يعاقب على سيئاته، فإن لم يكن بعد الموت يوم يبعث فيه الناس، فيؤخذ من الظالم للمظلوم، ويجزى المحسن الصالح، ويعاقب المسيء الفاجر، لاستوى الفريقان، ولا يكون بينهما فرق، بل يصير الظالم والمسيء أسعد من المظلوم والمحسن التقي. وهذا غير معقول إطلاقاً، وليس من العدل في شيء، ولا يتصور من الله – سبحانه – أن يبني نظام خلقه على مثل هذا الظلم والفساد.


قال سبحانه وتعالى{أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ(٣٥) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ(٣٦)} [القلم: ٣٥ــــ٣٦].


وقال سبحانه وتعالى: {أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سوآءً مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سآء مَا يَحْكُمُونَ} [الجاثية: ٢١].



وأما الاستبعاد العقلي، فقال سبحانه رداً عليهم في ذلك{أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا} [النازعات: ٢٧].



وقال سبحانه: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الأحقاف: ٣٣].


وقال سبحانه: {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذكَّرُونَ} [الواقعة: ٦٢].



وقال سبحانه: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} [الأنبياء: ١٠٤].


 وذكرهم ماهو معتاد لديهم، وهو أن الإعادة {أَهْوَنُ عَلَيْهِ} [الروم: ٢٧].



وقال سبحانه: {أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ} [ق: ١٥].


وأما رسالة النبي - صلى الله عليه وسلم - فكانت لهم حولها شبهات مع معرفتهم واعترافهم بصدق النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمانته وغاية صلاحه وتقواه، وذلك أنهم كانوا يعتقدون أن منصب النبوة والرسالة أعظم وأجل من أن يعطى لبشر. فالبشر لا يكون رسولاً، والرسول لا يكون بشراً، حسب عقيدتهم. فلما أعلن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن نبوته ورسالته، ودعا إلى الإيمان به تحير المشركون، وتعجبوا، 


وقالوا: {مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ} [الفرقان: ٧]، وقال سبحانه وتعالى -: {بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءهُمْ مُنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ} [ق: ٢]. وقالوا: {مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ}. وقد أبطل الله عقيدتهم هذه، وقال سبحانه وتعالى رداً عليهم: {قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدًى لِّلنَّاسِ} [الأنعام: ٩١].


وقص سبحانه وتعالى عليهم قصص الأنبياء والرسل، وما جرى بينهم وبين قومهم من الحوار، وأن قومهم قالوا إنكاراً لرسالتهم: {إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا} و{قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} [إبراهيم: ١٠-١١]. فالأنبياء والرسل كلهم كانوا بشراً. وأما أن يكون الرسول ملكاً فإن ذلك لا يفي بغرض الرسالة ومصلحتها، إذ البشر لا يستطيع أن يتأسى بالملائكة، ثم تبقى الشبهة كما هي، قال تعالى: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكاً لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ} [الأنعام: ٩].




Leave a comment

  Tip

  Tip

  Tip

  Tip