Kitaabka Rowdatul Anwaar Fii Siirati An Nabiyil Mukhtaar* Q4aad ( حرب الفجار )*Li Sh. Xassan Ibraahim Xafidahullaah
حرب الفجار :
وحين كان عمره - صلى الله عليه وسلم - عشرين سنة – وقعت في السوق عكاظ حرب بين قبائل قريش وكنانة من جهة ، وبين قبائل قيس عيلان من جهة أخرى .
اشتد فيها البأس ، وقتل عدد من الفريقين ، ثم اصطلحوا على أن يحصوا
قتلى الفريقين ، فمن وجد قتلاه أكثر أخذ دية الزائد ، ووضعوا الحرب ، وهدموا ما
وقع بينهم من العداوة والشر .
وقد حضر هذه الحرب رسول لله - صلى الله عليه وسلم - وكان ينبل على أعمامه ، أي يجهز لهم النبل للرمي .
وسميت
هذه الحرب بحرب الفجار لأنهم انتهكوا فيها حرمة حرم مكة والشهر الحرام ، والفجار
أربعة : كل في سنة ، وهذه آخرها ، وانتهت الثلاثة الأولى بعد خصام وأشتجار طفيف ،
ولم يقع القتال إلا في الرابع فقط .
حلف الفضول :
وفي شهر
ذي القعدة على إثر هذه الحرب تم حلف الفضول بين خمسة بطون من قبيلة قريش وهم : بنو
هاشم ، وبنو المطلب ، وبنو أسد ، وبنو زهرة ، وبنو تيم .
وسببه أن
رجلاً من زبيد جاء بسلعة إلى مكة ، فاشتراها منه العاص بن وائل السهمي ، وحبس عنه
حقه ، فاستعدي عليه ببني عبد الدار ، وبني مخزوم ، وبني جمح ، وبني سهم ، وبني عدي
، فلم يكترثوا له ، فعلا جبل أبي قبيس ،
وذكر ظلامته في أبيات ، ونادى من يعينه على حقه ، فمشى في ذلك الزبير بن عبد
المطلب حتى اجتمع الذين مضى ذكرهم في دار عبد الله بن جدعان رئيس بني تيم ،
وتحالفوا وتعاقدوا على أن لا يجدوا بمكة مظلوماً من أهلها أو من غيرهم إلا قاموا
معه حتى ترد عليه مظلمته ، ثم قاموا إلى العاص بن وائل السهمي ، فانتزعوا منه حق
الزبيدي ، ودفعوه إليه .
وقد حضر
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا
الحلف مع أعمامه ، وقال بعد أن شرفه الله بالرسالة: " لقد شهدت في دار
عبدالله بن جدعان حلفاً ما أحب أن لي به حمر النعم ، ولو أدعى به في الإسلام لأجبت
" .
حياة العمل :
معلوم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولد يتيماً ونشأ في كفالة
جده ثم عمه ، ولم يرث عن أبيه شيئاً يغنيه ، فلما بلغ سنا يمكن العمل فيه عادة رعى
الغنم مع إخوته من الرضاعة في بني سعد ، ولما رجع ؟إلى مكة رعاها لأهلها على
قراريط ، والقيراط جزء يسير من الدينار : نصف العشر أو ثلث الثمن منه . قيمته في
هذا الزمان عشرة ريالات تقريباً .
ورعى
الغنم من سنن الأنبياء في أوائل حياتهم . فقد قال - صلى الله عليه وسلم - مرة بعد أن أكرمه الله
بالنبوة : " ما من نبي إلا ورعاها " .
ولما شب
النبي - صلى الله عليه وسلم - وبلغ الفتوة
فكأنه كان يتجر ، فقد ورد أنه كان يتجر مع السائب بن أبي السائب ، فكان خير شريك
له ، لا يجاري ولا يماري .
وعرف - صلى الله عليه وسلم - في معاملاته بغاية الأمانة
والصدق والعفاف . وكان هذا هديه - صلى
الله عليه وسلم - في جميع مجالات الحياة حتى لقب بالأمين .
سفره إلى الشام وتجارته في مال خديجة :
وكانت
خديجة بنت خويلد - رضي الله عنه - من أفضل نساء قريش شرفاً ومالاً ، وكانت تعطي
مالها للتجار يتجرون فيه على أجرة ، فلما سمعت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - عرضت عليها مالها ليخرج
فيه إلى الشام تاجراً ، وتعطيه أفضل ما أعطته غيره .
وخرج
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع
غلامها ميسرة إلى الشام ، فباع وابتاع وربح ربحاً عظيماً ، وحصل في مالها من
البركة ما لم يحصل من قبل ، ثم رجع إلى مكة ، وأدى الأمانة
زواجه بخديجة :
ورأت
خديجة من الأمانة والبركة ما يبهر القلوب ، وقص عليها ميسرة ما رأى في النبي - صلى الله عليه وسلم - من كرم الشمائل وعذوبة
الخلال – يقال : وبعض الخوارق ، مثل تظليل الملكين له في الحر – فشعرت خديجة بنيل
بغيتها فيه . فأرسلت إليه إحدى صديقاتها تبدى رغبتها في الزواج به ، ورضي النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك ، وكلم أعمامه ،
فخطبوها له إلى عمها عمرو بن أسد ، فزوجها عمها بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في
محضر من بني هاشم ورؤساء قريش على صداق قدره عشرون بكرة ، وقيل ست بكرات ، وكان
الذي ألقى خطبة النكاح هو عمه أبو طالب : فحمد الله ، وأثنى عليه ، ثم ذكر شرف
النسب وفضل النبي - صلى الله عليه وسلم -
، ثم ذكر كلمة العقد وبين الصداق .
تم هذا
الزواج بعد رجوعه - صلى الله عليه وسلم -
من الشام بشهرين وأيام ، وكان عمره إذ ذاك خمساً وعشرين سنة ، أما خديجة فالأشهر
أن سنها كانت أربعين سنة . وقيل : ثمان وعشرين سنة ، وقيل غير ذلك ، وكانت أولاً
متزوجة بعتيق بن عائذ المخزومي ، فمات عنها ، فتزوجها أبو هالة التيمي ، فمات عنها
أيضاً بعد أن ترك له منها ولداً ، ثم حرص على زواجها كبار رؤساء قريش فأبت حتى
رغبت في رسول الله صلى الله عليه وسلم
وتزوجت به . فسعدت به سعادة يغبط عليها الأولون والآخرون .
وهي أول
أزواجه - صلى الله عليه وسلم - لم يتزوج
عليها غيرها حتى ماتت ، وكل أولاده - صلى الله عليه وسلم- منها إلا إبراهيم فإنه
من مارية القبطية .
أولاده - صلى الله عليه وسلم - من خديجة :
هم :
القاسم ، ثم زينب ، ثم رقية ، ثم أم كلثوم ، ثم فاطمة ، ثم عبدالله ، وقيل غير ذلك
في عددهم وترتيبهم ، وقد مات البنون كلهم صغاراً . أما البنات فقد أدركن كلهن زمن
النبوة ، فأسلمن وهاجرن ، ثم توفاهن الموت قبل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا فاطمة رضي الله عنها ،
فإنها عاشت بعده - صلى الله عليه وسلم -
ستة أشهر .
Kitaabka Rowdatul Anwaar Fii Siirati An Nabiyil Mukhtaar* Q4aad ( حرب الفجار )*Li Sh. Xassan Ibraahim Xafidahullaah
✧Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ✧كتاب روضـة الأنوار في سيرة النبي المختار✧Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ✧