بَعْدَ إِعْلَانِ الدَّعْوَةِ، بَدَأَ الْمُشْرِكُونَ يَسْتَهْزِئُونَ بِالنَّبِيِّ ﷺ وَيُؤْذُونَهُ وَأَصْحَابَهُ:

• وَضَعُوا الْأَوْسَاخَ عَلَيْهِ أَثْنَاءَ صَلَاتِهِ عِنْدَ الْكَعْبَةِ.
• ضَرَبُوا الصَّحَابَةَ وَعَذَّبُوهُمْ.

أَمْثِلَةٌ عَلَى الصَّبْرِ وَالثَّبَاتِ.

. بِلَالُ بْنُ رَبَاحٍ رضي الله عنه:
وُضِعَ عَلَى صَدْرِهِ حَجَرٌ تَحْتَ الشَّمْسِ الْحَارِقَةِ، وَكَانَ يَقُولُ:
«أَحَدٌ، أَحَدٌ»
حَتَّى اشْتَرَاهُ أَبُو بَكْرٍ وَأَعْتَقَهُ.

. آلُ يَاسِرٍ:
صَبَرُوا عَلَى التَّعْذِيبِ حَتَّى اسْتُشْهِدُوا، فَقَالَ لَهُمْ النَّبِيُّ ﷺ:
«صَبْرًا آلَ يَاسِرٍ، فَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الْجَنَّةُ»
وَمَاتَتْ سُمَيَّةُ أَوَّلَ شَهِيدَةٍ فِي الإِسْلَامِ، ثُمَّ تُوُفِّيَ يَاسِرٌ.

. زُنَيْرَةُ وَأَصْحَابُهَا:
عُذِّبُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، حَتَّى عَمِيَتْ زُنَيْرَةُ، فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ:
«أَصَابَهَا اللَّاتُ وَالْعُزَّى»
فَرَدَّ اللَّهُ بَصَرَهَا.

وَنَزَلَ فِيهِمْ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى:
{أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ...}(يُونُس: 35

إِسْلَامُ حَمْزَةَ رضي الله عنه.

لَطَمَ أَبُو جَهْلٍ النَّبِيَّ ﷺ عِنْدَ الْكَعْبَةِ، فَأَخْبَرَ حَمْزَةَ بِذَلِكَ، فَغَضِبَ وَذَهَبَ إِلَى أَبِي جَهْلٍ وَضَرَبَهُ بِالْقَوْسِ عَلَى رَأْسِهِ قَائِلًا:

«أَتَشْتُمُ مُحَمَّدًا وَأَنَا عَلَى دِينِهِ! قُلْ مَا شِئْتَ»

ثُمَّ أَعْلَنَ إِسْلَامَهُ جَهَارًا، فَكَانَ عِزًّا وَقُوَّةً لِلْمُسْلِمِينَ، وَلَقَّبَهُ النَّبِيُّ ﷺ بِـأَسَدِ اللَّهِ وَأَسَدِ رَسُولِهِ.

الْمُقَاطَعَةُ فِي شِعْبِ أَبِي طَالِبٍ.

قَرَّرَ الْمُشْرِكُونَ مُقَاطَعَةَ بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ:

• لَا يَبِيعُونَ لَهُمْ
• لَا يَشْتَرُونَ مِنْهُمْ
• لَا يَتَزَوَّجُونَ مِنْهُمْ
• وَلَا يُكَلِّمُونَهُمْ

فَانْحَازَ النَّبِيُّ ﷺ وَأَهْلُهُ إِلَى شِعْبِ أَبِي طَالِبٍ ثَلَاثَ سِنِينٍفِي جُوعٍ شَدِيدٍ حَتَّى أَكَلُواوَرَقَ الشَّجَرِ.
ثُمَّ أَرْسَلَ اللَّهُ الْأَرْضَةَ فَأَكَلَتِ الصَّحِيفَةَ الظَّالِمَةَ، فَانْتَهَتِ الْمُقَاطَعَةُ.

عَامُ الْحُزْنِ.

بَعْدَ وَفَاةِ أَبِي طَالِبٍ وَخَدِيجَةَ رضي الله عنها، شَعَرَ النَّبِيُّ ﷺبِحُزْنٍ شَدِيدٍ، فَسُمِّيَ ذَلِكَ الْعَامُ:
عَامُ الْحُزْنِ.

رِحْلَةُ الطَّائِفِ.

ذَهَبَ النَّبِيُّ ﷺ إِلَى الطَّائِفِ لِدَعْوَةِ أَهْلِهَا، فَرَفَضُوهُ وَآذُوهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى سَالَ الدَّمُ مِنْ قَدَمَيْهِ.

جَلَسَ فِي بُسْتَانٍ وَقَالَ دُعَاءً حَزِينًا:

«اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْكُو إِلَيْكَ ضَعْفَ قُوَّتِي، وَقِلَّةَ حِيلَتِي، وَهَوَانِي عَلَى النَّاسِ...»

ثُمَّ عَادَ إِلَى مَكَّةَ فِي حِمَايَةِالْمُطْعِمِ بْنِ عَدِيٍّ.