Kitaabka Rowdatul Anwaar Fii Siirati An Nabiyil Mukhtaar* (Q28aad) *Li Sh Xassan Ibraahim Xafidahullaah
الإسراء والمعراج
المراد بالإسراء توجه النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلاً من مكة المكرمة إلى بيت المقدس، والمراد بالمعراج صعوده - صلى الله عليه وسلم - إلى العالم العلوي، وكان ذلك بجسده الشريف وروحه الأطهر.
والإسراء مذكور في القرآن في قوله تعالى -: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}[الإسراء: ١].
أما المعراج فقيل: هو مذكور في سورة النجم من آياتها السابعة إلى الثامنة عشرة، وقيل: المذكور في هذه الآيات غير المعراج. واختلف في وقت الإسراء والمعراج، فقيل: هو السنة التي بعث فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - وقيل: سنة خمس من النبوة، وقيل: في ٢٧ رجب سنة عشر من النبوة، وقيل: في ١٧ رمضان سنة اثنتي عشرة من النبوة، وقيل: في المحرم، وقيل: في ١٧ ربيع الأول سنة ١٣ من النبوة.
أما تفصيل القصة فملخص الروايات الصحيحة:
أن جبريل عليه السلام جاء بالبراق وهو دابة فوق الحمار، ودون البغل، يضع حافره عند منتهى طرفه – والنبي - صلى الله عليه وسلم - بالمسجد الحرام، فركبه حتى أتى بيت المقدس ومعه جبريل عليه السلام ، فربطه بالحلقة التي يربط بها الأنبياء، ثم دخل المسجد، فصلى فيه ركعتين، أَمَّ فيهما الأنبياء، ثم أتاه جبريل بإناء من خمر وإناء من لبن، فاختار اللبن، فقال جبريل: أصبت الفطرة، هديت وهديت أمتك، أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك.
ثم عرج به من بيت المقدس إلى السماء الدنيا، فاستفتح له جبريل ففتح له، فرأى هنالك آدم أبا البشر فسلم عليه، فرد عليه السلام، ورحب به، وأقر بنبوته، وعن يمينه أسودة إذا نظر إليهم ضحك وهي أرواح السعداء وعن يساره أسودة إذا نظر إليهم بكى - وهي أرواح الأشقياء -.
ثم عرج به إلى السماء الثانية فاستفتح له جبريل ففتح، فرأى فيها ابني الخالة يحيى بن زكري، وعيسى ابن مريم عليهما السلام فسلم عليهم، فردا عليه السلام ورحبا به وأقرا بنبوته.
ثم عرج به إلى السماء الثالثة، فرأى فيها يوسف عليه السلام، وكان قد أعطى شطر الحسن، فسلم عليه، فرد عليه، ورحب به، وأقر بنبوته.
ثم عرج به إلى السماء الرابعة فرأى فيها إدريس عليه السلام فسلم عليه، فرد عليه، ورحب به، وأقر بنوبته.
ثم عرج به إلى السماء الخامسة فرأى فيها هارون بن عمران عليه السلام فسلم عليه، فرد عليه، ورحب به، وأقر بنبوته.
ثم عرج به إلى السماء السادسة فلقي فيها موسى بن عمران عليه السلام فسلم عليه فرد عليه، ورحب به، وأقر بنبوته. فلما جاوزه بكى. فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: أبكي لأن غلاماً بعث من بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخلها من أمتي.
ثم عرج به إلى السماء السابعة فلقي فيها إبراهيم عليه السلام فسلم عليه، فرد عليه، ورحب به، وأقر بنبوته. وكان مسنداً ظهره إلى البيت المعمور، وهو بيت يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه.
ثم رفع إلى سدرة المنتهى، فإذا أوراقها كآذان الفيلة، وإذا ثمرها كالقلال – أي الجرار الكبيرة – ثم غشيها فراش من ذهب، وغشيها من أمر الله ما غشيها، فتغيرت فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها.
ثم عرج به إلى الجبار جل جلاله، فدنا منه، حتى كان قاب قوسين أو أدنى، فأوحى إلى عبده ما أوحى، وفرض عليه وعلى أمته خمسين صلاة في كل يوم وليلة.
فرجع حتى مر على موسى فقال: بم أمرك ربك؟ قال: بخمسين صلاة، قال: إن أمتك لا تطيق ذلك، ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف. فالتفت إلى جبريل، فأشار أن نعم إن شئت.
فرجع فوضع عنه عشراً. ثم مر بموسى فسأله فأخبره فأشار عليه بسؤال التخفيف. فلم يزل يتردد بين موسى وبين الله عز وجل حتى جعلها خمساً.
ثم مر بموسى فأشار بالرجوع بسؤال التخفيف. وقال: والله لقد راودت بني إسرائيل على أدنى من هذا فضعفوا عنه وتركوه، فقال - صلى الله عليه وسلم -: قد استحييت من ربي، ولكني أرضى وأسلم.
فلما بَعُدَ نودي أن قد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي، هي خمس وهن خمسون، لا يبدل القول لدي.
ثم رجع عليه الصلام والسلام من ليلته إلى مكة المكرمة، فلما أصبح في قومه أخبرهم بما أراه الله – عز وجل – من آياته الكبرى، فاشتد تكذيبهم له وأذاهم واستضرارهم عليه، فمنهم من صفق، ومنهم من وضع يده على رأسه تعجباً وإنكاراً.
وسعى رجال إلى أبي بكر الصديق، وأخبروه الخبر، فقال: إن كان قال ذلك فقد صدق، قالوا: أتصدقه على ذلك؟ قال: إني لأصدقه على أبعد من ذلك، أصدقه على خبر السماء في غدوة أو روحة، فسمي الصديق.
وقام الكفار يمتحنونه فسألوه أن يصف لهم بيت المقدس، ولم يكن رآه قبل ذلك، فجلاه الله له حتى عاينه، فطفق يخبرهم عن آياته، يصفه لهم باباً باباً وموضعاً موضعاً، فلم يستطيعوا أن يردوا عليه، بل قالوا: أما النعت فوالله لقد أصاب.
وسألوه عن عير لهم قادمة من الشام، فأخبرهم بعدد جمالها وأحوالها ووقت قدومها، وعن البعير الذي يقدمها، وكان الأمر كما قال، ولكن أبى الظالمون إلا كفوراً.
وصبيحة يوم الإسراء جاء جبريل وعَلَّمَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كيفية الصلوات الخمس وأوقاته، وكانت الصلاة قبل ذلك ركعتين في الصباح وركعتين في المساء.
Kitaabka Rowdatul Anwaar Fii Siirati An Nabiyil Mukhtaar* (Q28aad) *Li Sh Xassan Ibraahim Xafidahullaah
✧Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ✧كتاب روضـة الأنوار في سيرة النبي المختار✧Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ✧