Kitaabka Riyaadu-Saalixiin*Baababka-279-288*Xadiith-1589 Ilaa 1620*Sh.Xassan Ibraahim Xafidahullaah

0
Wednesday May 27, 2015 - 13:09:39 in Wararka by
  • Visits: 1926
  • (Rating 0.0/5 Stars) Total Votes: 0
  • 1 0
  • Share via Social Media

    Kitaabka Riyaadu-Saalixiin*Baababka-279-288*Xadiith-1589 Ilaa 1620*Sh.Xassan Ibraahim Xafidahullaah

    ღƸ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒكتاب رياض الصالحين من كلام سيد المرسلينღƸ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ

    Share on Twitter Share on facebook Share on Digg Share on Stumbleupon Share on Delicious Share on Google Plus

ღƸ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒكتاب رياض الصالحين من كلام سيد المرسلينღƸ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ


279- باب النهي عن الافتخار والبغي 

قال اللَّه تعالى: { فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى } . 

وقال تعالى:{إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق،أولئك لهم عذاب أليم}


1589- وعَنْ عِياض بْنِ حمار رضي اللَّه عنْهُ قَال قَال رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « إن اللَّه تَعالى أوْحَى إليَّ أن تواضعُوا حَتى لا يبْغِيَ أحَدٌ على أحدٍ ، ولا يفْخرَ أحدٌ على أحدٍ » رواه مسلم . 
قال أهلُ اللغةِ : البَغيُ : التَّعَدِّي والاستِطالةُ . 


1590- وعن أبي هُريرةَ رضي اللَّه عنْهُ أنَّ رسُول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَال : « إذا قال الرَّجُلُ : هلَكَ النَّاسُ ، فهُو أهْلَكُهُمْ » رواه مسلم . 


الرِّوايةُ المشْهُورةُ : « أهْلكُهُمْ » بِرفعِ الكافِ ، ورُوِي بِنَصبِهَا .وهذا النَّهي لمنْ قالَ ذلكَ عجْباً بِنفْسِهِ ، وتصاغُراً للناسِ ، وارْتِفاعاً علَيْهمْ ، فهَذَا هُو الحرام ، وأما منْ قالهُ لما يرى في الناس مِن نقْصٍ في أمْر دينِهِم ، وقَالهُ تَحزُّناً علَيْهِمْ ، وعلى الدِّينِ ، فلا بأس بهِ . هَكَذا فَسَّرهُ العُلماءُ وفصَّلوهُ ، ومِمنْ قالَه مِنَ الأئمةِ الأعْلام : مالكُ ابنُ أنسٍ ،والخَطَّابيُّ، والحميدِيُّ وآخرونَ ، وقد أوْضَحْته في كتاب « الأذْكَارِ » . 

280- باب تحريم الهجران بين المسلمين فوق ثلاثة أيام 
إلا لبدعة في المهجور أو تظاهرٍ بفسقٍ أو نحو ذلك 


قال اللَّه تعالى: { إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم } . 
وقال تعالى: { ولا تعاونوا على الإثم والعدوان } . 

1591- وعنْ أنَسٍ رضي اللَّه عنهُ قال : قال رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « لا تَقَاطَعُوا ، ولا تَدابروا ، ولا تباغضُوا ، ولا تحاسدُوا ، وكُونُوا عِبادَ اللَّهِ إخْواناً . ولا يحِلُّ لمُسْلِمٍ أنْ يهْجُرَ أخَاهُ فَوقَ ثَلاثٍ » متفقٌ عليه . 

1592- وعنْ أبي أيوبَ رضي اللَّه عنْهُ أنَّ رسُول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَال : « لا يحِلُّ لمُسْلِمٍ أنْ يَهْجُرَ أخَاهُ فوْقَ ثَلاثِ لَيالٍ : يلتَقِيانِ ، فيُعرِضُ هذا ويُعرِضُ هذا ، وخَيْرُهُما الَّذِي يبْدأ بالسَّلامِ » متفقٌ عليه . 

1593- وعنْ أبي هُريرةَ رضي اللَّه عنْه قَال : قَال رسُولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « تُعْرضُ الأعْمالُ في كُلِّ اثنين وخَميس ، فيغفِر اللَّه لِكُلِّ امْريءٍ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئاً ، إلا امْرءًا كَانَتْ بيْنَهُ وبيْنَ أخِيهِ شَحْناءُ ، فيقُولُ : اتْرُكُوا هذَينِ حتَّى يصْطلِحا » رواه مسلم . 

1594- وعَنْ جابرٍ رضي اللَّه عنْهُ قَال : سمِعْتُ رسُول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقُولُ : « إنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ يئسَ أنْ يَعْبُدهُ المُصلُّون في جَزيرةِ العربِ ولكِن في التَّحْرِيشِ بيْنهم » رواه مسلم . 
« التَحْرِيشُ » الإفسادُ وتغييرُ قُلُوبِهم وتَقَاطُعُهم . 

1595-¬ وعنْ أبي هريرة رضي اللَّه عَنْه قَال : قال رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم « لا يحِلُّ لمسْلِمٍ أنْ يهْجُرَ أخَاه فوْقَ ثَلاثٍ ، فمنْ هَجر فَوْقَ ثلاثٍ فمات دخَل النَار » . 
رواهُ أبو داود بإسْنادٍ على شرْطِ البخاري . 

1596- وعَنْ أبي خرَاشٍ حدْرَدِ بن أبي حدْردٍ الأسْلمي ، ويُقَالُ السُّلمي الصَّحابِي رضي اللَّه عَنْهُ أنَّهُ سَمِعَ النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقُولُ : « منْ هَجر أخاهُ سَنَةً فَهُو كَسفْكِ دمِهِ » .رواه أبو داود بإسناد صحيح . 

1597- وعنْ أبي هُرَيْرةَ رضي اللَّه عَنْهُ أنًَّ رسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَالَ : « لا يَحِلُّ لمُؤْمِنٍ أنْ يهْجُرَ مُؤْمِناً فَوْقَ ثَلاثٍ ، فَإنْ مرَّتْ بِهِ ثَلاثٌ ، فَلْيَلْقَهُ ، ولْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ ، فَإن رَدَّ عليهِ السَّلام، فقَدِ اشْتَرَكَا في الأجْرِ ، وإنْ لَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ ، فَقَدْ باءَ بالإثمِ ، وخَرَجَ المُسلِّمُ مٍن الهجْرةِ». 


رواهُ أبو داود بإسنادٍ حسن . قال أبو داود : إذا كَانَتِ الهجْرَةُ للَّهِ تَعالى فَلَيْس مِنْ هذَا في شيءٍ . 


281- باب النهي عن تناجي اثنين دونَ الثالث 
بغير إذنه إلا لحاجةٍ وهو أن تيحدثا بلسانٍ لا يفهمه 


قال اللَّه تعالى: { إنما النجوى من الشيطان } . 

1598- وعن ابْنِ عُمَرَ رضي اللَّه عنْهُمَا أنَّ رسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَال : « إذا كَانُوا ثَلاثَةً، فَلا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ » متفقٌ عليه . 


ورواه أبو داود وَزاد : قَالَ أبُو صالح : قُلْتُ لابْنِ عُمرَ : فأربعة ؟ قَالَ : لا يضرُّكَ». 


ورواه مالك في « المُوطأ » : عنْ عبْدِ اللَّهِ بنِ دِينَارٍ قَالَ : كُنْتُ أنَا وَابْنُ عُمرَ عِند دارِ خالِدِ بن عُقبَةَ التي في السُّوقِ ، فَجاءَ رجُلٌ يُريدُ أنْ يُنَاجِيَهُ ، ولَيْس مع ابنِ عُمر أحَدٌ غَيْري، فَدعا ابنُ عُمرَ رجُلاً آخر حتَّى كُنَّا أرْبَعَةً ، فقال لي وللرَّجُلِ الثَّالِثِ الَّذي دَعا : اسْتَأخِرا شَيْئاً ، فإنِّي سَمِعْتُ رسُولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَقُولُ : « لا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دونَ وَاحدٍ » . 


1599- وَعن ابنِ مسْعُودٍ رضي اللَّه عنهُ أنَّ رسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « إذا كُنْتُمْ ثَلاثة، فَلا يَتَنَاجى اثْنَانِ دُونَ الآخَرِ حتَّى تخْتَلِطُوا بالنَّاسِ ، مِنْ أجْل أنَّ ذَلكَ يُحزِنُهُ » متفقٌ عليه. 

282- باب النهي عن تعذيب العَبْد والدابة 
والمرأة والولد بغير سبب شرعي أو زائد على قدر الأدب 

قال اللَّه تعالى: { وبالوالدين إحساناً وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم؛ إن اللَّه لا يحب من كان مختالاً فخوراً } . 

1600- وَعنِ ابنِ عُمر رضي اللَّه عنْهُما أنَّْ رسول اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَال : « عُذِّبتِ امْرَأةٌ في هِرَّةٍ حبستها حَتَّى ماتَتْ ، فَدَخلَتْ فِيهَا النَّارَ ، لا هِيَ أطْعمتْهَا وسقَتْها ، إذ هي حبَستْهَا ولا هِي تَرَكتْهَا تَأكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأرض » متفقٌ عليه . 


« خَشَاشُ الأرْضِ » بفتح الخاء المعجمةِ ، وبالشينِ المعجمة المكررة : وهي هَوامُّها وحشَراتُها . 

1601- وعنْهُ أنَّهُ مرَّ بفِتْيَانٍ مِنْ قُريْشٍ قَدْ نصبُوا طَيْراً وهُمْ يرْمُونَهُ وقَدْ جعلُوا لِصاحبِ الطَّيْرِ كُلَّ خَاطِئةٍ مِنْ نَبْلِهِمْ ، فَلَمَّا رأوُا ابنَ عُمرَ تفَرَّقُوا فَقَالَ ابنُ عُمَرَ : منْ فَعَلَ هذا ؟ لَعنَ اللَّه مَن فَعلَ هذا ، إنَّ رسُولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم لَعَنَ من اتَّخَذَ شَيْئاً فِيهِ الرُّوحُ غَرضاً . متفقٌ عليه . 


« الْغرَضُ » : بفتح الغين المعجمة ، والراءِ وهُو الهَدفُ ، والشَّيءُ الَّذي يُرْمَى إلَيهِ . 

1602- وعَنْ أنَسٍ رضي اللَّه عنْهُ قَال : نَهَى رسُولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم أنَّ تُصْبَرَ الْبَهَائمُ . متفقٌ عليه ، ومَعْنَاه : تُحْبسَ للْقَتْلِ . 

1603- وَعَنْ أبي عَليٍّ سُوَيْدِ بنِ مُقَرِّنٍ رضي اللَّهُ عنْهُ ، قَالَ : لَقَدْ رَأيْتُني سابِعَ سبْعَةٍ مِنْ بني مُقرِّنٍ مَالنَا خَادِمٌ إلاَّ واحِدةٌ لَطمها أصْغرُنَا فأمَرنَا رسُولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم أنْ نُعْتِقَها. 
رواه مسلم . وفي روايةٍ : « سابِع إخْوةٍ لي » . 

1604- وعنْ أبي مَسْعُودٍ البدْرِيِّ رضِيَ اللَّه عنْهُ قَال : كُنْتُ أضْرِبُ غلاماً لي بالسَّوطِ، فَسمِعْتُ صوتاً مِنْ خَلفي : « اعلَمْ أبا مَسْعُودٍ » فَلَمْ أفْهَمْ الصَّوْتَ مِنَ الْغَضب، فَلَمَّا دنَا مِنِّي إذا هُو رسُولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فَإذا هُو يَقُولُ : « اعلَمْ أبا مسْعُودٍ أنَّ اللَّه أقْدرُ علَيْكَ مِنْكَ عَلى هذا الغُلامِ » فَقُلْتُ : لا أضْربُ مملُوكاً بعْدَهُ أبداً . 
وفي روَايةٍ : فَسَقَطَ السَّوْطُ مِنْ يدِي مِنْ هيْبتِهِ . 


وفي روايةٍ : فقُلْتُ : يَا رسُول اللَّه هُو حُرٌّ لِوجْهِ اللَّه تعالى فَقَال : « أمَا لوْ لَمْ تَفْعَلْ، لَلَفَحَتْكَ النَّارُ ، أوْ لمَسَّتكَ النَّارُ » رواه مسلم . بهذِهِ الرواياتِ . 

1605- وَعنِ ابْنِ عُمر رضي اللَّه عنْهُمَا أنَّ النبيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَال : « منْ ضرب غُلاماً له حَداً لم يأتِهِ ، أو لَطَمَهُ ، فإن كَفَّارتَهُ أن يُعْتِقَهُ » رواه مسلم . 

1606- وعن هِشَام بن حكيم بن حزامٍ رضي اللَّهُ عنْهُما أنَّهُ مرَّ بالشَّامِ على أنَاسٍ مِنَ الأنباطِ ، وقدْ أُقِيمُوا في الشَّمْس ، وصُبَّ على رُؤُوسِهِم الزَّيْتُ ، فَقَال : ما هَذا ؟ قًيل : يُعَذَّبُونَ في الخَراجِ ، وَفي رِوايةٍ : حُبِسُوا في الجِزيةِ . فَقَال هِشَامٌ : أشْهَدُ لسمِعْتُ رسُول اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقُولُ : « إن اللَّه يُعذِّبُ الذِينَ يُعذِّبُونَ النَّاس في الدُّنْيا » فَدَخَل على الأمِيرِ ، فحدَّثَهُ ، فَأمر بِهم فخُلُّوا . رواه مسلم « الأنبَاطُ » الفلاَّحُونَ مِنَ العجمِ. 

1607- وعنِ ابنِ عبَّاسٍ رضي اللَّه عَنْهُما قَال : رأى رسُولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم حِماراً مْوسُومَ الوجْهِ ، فأَنْكَر ذلكَ ؟ فَقَال : وَاللَّهِ لا أسِمُهُ إلا أقْصى شَيءٍ مِنَ الوجْهِ ، وَأمرَ بِحِمَارِهِ ، فَكُوِيَ في جاعِرتَيْهِ ، فهو أوَّلُ مَنْ كوى الجَاعِرتَيْنِ . رواه مسلم . 


« الجاعِرتَانِ » : نَاحِيتَا الوركَيْن حوْل الدُّبُر . 

1608- وعَنْهُ أنَّ النبيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : مَرَّ علَيهِ حِمَارٌ قد وُسِم في وجْهِه فقَال : لعن اللَّه الَّذي وسمهُ » رواه مسلم . 
وفي رواية لمسلم أيضاً :نَهى رسُولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم عن الضَّرْبِ في الوجهِ ،وعنِ الوسْمِ في الوجهِ . 

283- باب تحريم التعذيب بالنار 
في كل حيوان حتى النملة ونحوها 


1609- عنْ أبي هُريْرة رضي اللَّه عنْهُ قَال : بعثنا رسُولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم في بعثٍ فَقال : «إن وجدْتُم فُلاناً وفُلاناً » لِرجُلَيْنِ مِنْ قُريش سمَّاهُمَا « فأحْرِقُوهُمَا بالنَّارِ » ثُمَّ قَال رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم حِينَ أردْنا الخُرُوج : « إنِّي كُنْتُ أمرْتُكمْ أن تُحْرقُوا فُلاناً وفُلاناً ، وإنَّ النَّار لا يُعَذبُ بِهَا إلا اللَّه ، فَإنْ وجَدْتُموهُما فَاقْتُلُوهُما » رواه البخاري . 

1610- وعن ابنِ مسْعُودٍ رضي اللَّه عنْهُ قَال : كُنَّا مع رسُولِ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم في سفَر ، فَانْطَلَقَ لحَاجتِهِ ، فَرأيْنَا حُمَّرةً معَهَا فَرْخَانِ ، فَأَخذْنَا فَرْخيْها ، فَجَاءتْ الحُمَّرةُ تَعْرِشُ فجاءَ النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فقال : « منْ فَجع هذِهِ بِولَدِهَا ؟ رُدُّوا وَلَدهَا إليْهَا » وَرأى قَرْيَةَ نَمْلٍ قَدْ حرَّقْنَاهَا، فَقال : « مَنْ حرَّقَ هذِهِ ؟ » قُلْنَا : نَحْنُ . قَالَ : « إنَّهُ لا ينْبَغِي أنْ يُعَذِّب بالنَّارِ إلاَّ ربُّ النَّارِ » . رواه أبو داود بإسناد صحيح .

 
قوله : « قَرْيةَ نَمْلٍ » معناهُ : موْضِعُ النَّمْلِ مَع النَّملِ . 



284- باب تحريم مطل غلني بحقّ طلبه صاحبه 

قال اللَّه تعالى: { إن اللَّه يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها } . 
وقال تعالى: { فإن أمن بعضكم بعضاً فليؤد الذي اؤتمن أمانته } 

1611- وَعَنْ أبي هُريرَةَ رضي اللَّه عَنْهُ أنَّ رَسُولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « مَطْلُ الغَنِيِّ ظُلْمٌ، وَإذَا أُتبِعَ أحَدُكُمُ عَلى مَلًيءٍ فَلْيَتْبَعُ » متفقٌ عليه . 


مَعْنَى « أُتبِعَ » أُحِيلَ . 

285- باب كراهة عود الإِنسان في هبة لم يسلمها إلى الموهوب له 


وفي هبة وهبها لولده وسلمها أو يسلمها وكراهية شرائه شيئاً تصدق به من الذي تصدق عليه أو أخرجه عن زكاة أو كفارة ونحوها ولا بأس بشرائه من شخص آخر قد انتقل إليه 

1612- عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رضي اللَّه عنْهُما أن رَسُولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَالَ : « الَّذِي يعُودُ في هِبَتهِ كَالكَلبِ يرجعُ في قَيْئِهِ » متفقٌ عليه . 


وفي روايةٍ : « مَثَلُ الَّذي يَرجِعُ في صدقَتِهِ ، كَمَثلِ الكَلْبِ يَقيءُ ، ثُّمَّ يعُودُ في قَيْئِهِ فَيَأكُلُهُ » . 
وفي روايةٍ : « العائِدُ في هِبَتِهِ كالعائدِ في قَيْئِهِ » . 

1613- وَعَنْ عُمَرَ بن الخَطَّابِ رضي اللَّه عنْهُ قَالَ : حَمَلْتُ عَلى فَرَسٍ في سبيلِ اللَّه فأَضَاعَهُ الَّذي كَانَ عِنْدَه ، فَأردتُ أنْ أشْتَريَهُ ، وظَنَنْتُ أنَّهُ يَبيعُهُ بِرُخْصِ ، فسَألتُ النبيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فَقَالَ : « لا تَشتَرِهِ وَلا تَعُدْ في صدَقَتِكَ وإن أعْطَاكَهُ بِدِرْهَمٍ ، فَإنَّ الْعَائد في صَدَقَتِهِ كَالْعَائِدِ في قيْئِهِ » متفقٌ عليه . 


قوله : « حمَلْتُ عَلى فَرسٍ في سَبيلِ اللَّه » معْنَاهُ : تَصدَّقْتُ بِهِ عَلى بعْض المُجاهِدِينَ. 


286- باب تأكيد تحريم مال اليتيم 

قال اللَّه تعالى: { إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً } . 
وقال تعالى: { ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن } . 
وقال تعالى: { ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير، وإن تخالطوهم فإخوانكم، والله يعلم المفسد من المصلح } . 

1614- وَعن أبي هُريْرة رضي اللَّه عَنْهُ عَن النَّبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَالَ : « اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ ، قَالُوا : يا رَسُولَ اللَّه ومَا هُن ؟ قال : الشِّرْك بِاللَّهِ ، وَالسِّحْرُ وَقَتْلُ النَّفْسِ التي حرَّمَ اللَّهُ إلاَّ بِالحقِّ ، وَأكْلُ الرِّبَا ، وَأكْلُ مال اليتِيمِ . والتَّولِّي يوْمَ الزَّحْفِ ، وقذفُ المُحْصنَاتٍ المُؤمِنَات الغافِلاتِ » متفقٌ عليه . 


« المُوبِقَاتُ » المُهْلكَاتُ . 


287- باب تغليظ تحريم الربا 

قال اللَّه تعالى: { الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس؛ ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا، وأحل اللَّه البيع وحرم الربا، فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى اللَّه، ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون، يمحق اللَّه الربا ويربي الصدقات } إلى قوله تعالى:{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا اللَّه وذروا ما بقي من الربا } الآية. 
وأما الأحاديث فكثيرة في الصحيح مشهورة؛ منها حديث أبي هريرة السابق في الباب قبله (انظر الحديث رقم 1609) . 


1615- وَعَن ابنِ مَسْعودٍ رضي اللَّه عَنْهُ قَالَ : « لَعَنَ رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم آكِلَ الرِّباَ وموكِلهُ» رواه مسلم . 
زاد الترمذي وغيره : « وَشَاهديه ، وَكَاتبَهُ » . 



288- باب تحريم الرياء 

قال اللَّه تعالى: { وما أمروا إلا ليعبدوا اللَّه مخلصين له الدين حنفاء } . 
وقال تعالى: { لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى، كالذي ينفق ماله رئاء الناس } . 
وقال تعالى: { يراؤون الناس ولا يذكرون اللَّه إلا قليلاً } . 


1616- وَعَنْ أبي هُريْرَةَ رضي اللَّه عنْهُ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَقُولُ : « قَالَ اللَّه تعَالى : أنَا أغْنى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّركِ ، منْ عَملَ عَمَلا أشْركَ فيهِ مَعِى غَيْرِى ، تَركْتُهُ وشِرْكَهُ » رواه مسلم . 

1617- وَعَنْهُ قَالَ : سمِعْتُ رَسُولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَقُولُ : « إنَّ أوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يوْمَ الْقِيامَةِ عَليْهِ رجُلٌ اسْتُشْهِدَ ، فَأُتِىَ بِهِ ، فَعرَّفَهُ نِعْمَتَهُ ، فَعَرفَهَا ، قالَ : فَمَا عَمِلْتَ فِيها ؟ قَالَ : قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى اسْتُشْهِدْتُ : قالَ كَذَبْت ، وَلكِنَّكَ قَاتلْتَ لأنَ يُقالَ جَرِيء ، فَقَدْ قِيلَ ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِىَ في النَّارِ . وَرَجُل تَعلَّم الْعِلّمَ وعَلَّمَهُ ، وقَرَأ الْقُرْآنَ ، فَأتِىَ بِهِ ، فَعَرَّفَهُ نِعَمهُ فَعَرَفَهَا . قالَ : فمَا عمِلْتَ فِيهَا ؟ قالَ : تَعلَّمْتُ الْعِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ ، وَقَرَأتُ فِيكَ الْقُرآنَ ، قَالَ : كَذَبْتَ ، ولكِنَّك تَعَلَّمْت الْعِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ ، وقَرَأتُ الْقرآن لِيقالَ : هو قَارِىءٌ ، فَقَدْ قِيلَ ، ثُمَّ أمِرَ ، فَسُحِبَ عَلى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِىَ في النَّارِ ، وَرَجُلٌ وسَّعَ اللَّه عَلَيْهِ ، وَأعْطَاه مِنْ أصنَافِ المَال ، فَأُتِى بِهِ فَعرَّفَهُ نعمَهُ ، فَعَرَفَهَا . قال : فَمَا عَمِلْت فيها ؟ قال : ما تركتُ مِن سَبيلٍ تُحِبُّ أنْ يُنْفَقَ فيهَا إلاَّ أنْفَقْتُ فيها لَك . قَالَ : كَذَبْتَ ، ولكِنَّكَ فَعَلْتَ ليُقَالَ : هو جَوَادٌ فَقَدْ قيلَ ، ثُمَّ أمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وجْهِهِ ثُمَّ ألْقِىَ في النار » رواه مسلم . 


« جَرِيء » بفتح الجيم وكسر الرَّاءَ وبالمدِّ أىّ : شُجَاعٌ حَاذقٌ . 

1618- وَعَنْ ابنِ عُمَرَ رضي اللَّه عَنْهُما أنَّ نَاساً قَالُوا لَهُ : إنَّا نَدْخُلُ عَلى سَلاطِيننا فَنَقُولُ لهُمْ بِخِلافِ مَا نَتَكَلَّمُ إذا خَرَجْنَا منْ عنْدِهمْ ؟ قالَ ابْنُ عُمَرَ رضي اللَّه عنْهُمَا : كُنَّا نَعُدُّ هذا نِفَاقاً عَلى عَهْد رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم . رواه البخاري . 


1619- وعنْ جُنْدُب بن عَبْدِ اللَّه بنِ سُفْيانَ رضي اللَّه عَنْهُ قَالَ : قالَ النبيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : «مَن سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّه بِهِ ، ومَنْ يُرَاَئِى اللَّه يُرَئِى بِهِ » متفقٌ عليه .


وَرَواهُ مُسْلِمٌ أيضاً مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي اللَّه عَنْهُمَا . 


« سَمَّعَ » بتَشْدِيدِ المِيمِ ، وَمَعْنَاهُ : أشْهَرَ عمَلَهُ للنَّاس ريَاءً « سَمَّعَ اللَّه بِهِ » أيْ : فَضَحَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، ومَعْنى : « منْ رَاءَى » أيْ : مَنْ أَظْهَرَ للنَّاسِ الْعَمَل الصَّالحَ لِيَعْظُمَ عِنْدهُمْ «رَاءَى اللَّه بِهِ » أيْ : أظْهَرَ سَرِيرَتَهُ عَلى رُؤوس الخَلائِقِ . 

1620- وعَنْ أبي هُريْرَةَ رضي اللَّه عنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « مَنْ تَعَلَّم عِلْماً مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لا يَتَعَلَّمُهُ إلاَّ لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضاً مِنَ الدُّنْيَا ، لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » يَعْنى : رِيحَهَا . رواه أبو داود بإسنادٍ صحيحٍ . والأحاديثُ في الباب كثيرةٌ مشهورةٌ . 


 


Leave a comment

  Tip

  Tip

  Tip

  Tip