Kitaabka Rowdatul Anwaar Fii Siirati An Nabiyil Mukhtaar* (Q49aad) *Li Sh Xassan Ibraahim Xafidahullaah
المبارزة والقتال:
وتقارب الجيشان فطلع طلحة بن أبي طلحة العبدري حامل لواء المشركين وأشجع فرسان قريش، ودعا إلى المبارزة وهو على بعير، فتقدم إليه الزبير بن العوام - رضي الله عنه - ووثب وثبة الليث حتى صار معه على جمله، ثم أخذه واقتحم به الأرض، وذبحه بسيفه، فكبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وكبر المسلمون.
ثم انفجر القتال في كل نقطة وحاول خالد بن الوليد وهو على فرسان المشركين ثلاث مرات ليبلغ إلى ظهور المسلمين، ولكن رشقه الرماة بسهامهم حتى ردوه.
وركز المسلمون هجومهم على حملة لواء المشركين حتى قتلوهم عن آخرهم وكانوا أحد عشر مقاتلاً، فبقى اللواء ساقطاً، وشدد المسلمون هجومهم على بقية النقاط حتى هدوا الصفوف هدا وحسوا المشركين حساً، وأبلى أبو دجانة وحمزة رضي الله عنهما في ذلك بلاءً حسناً.
وأثناء هذا التقدم والانتصار قُتِلَ حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله - رضي الله عنه-. قتله وحشي بن حرب، وكان عبداً حبشياً ماهراً في قذف الحربة، وقد وعده مولاه جبير بن مطعم بالعتق إذا قتل حمزة، لأن حمزة هو الذي قتل عمه طعيمة بن عدي في بدر، فاختبأ وحشي وراء صخرة يرصد حمزة، وبينما حمزة يضرب رأس سباع بن عرفطة – رجل من المشركين – صوب وحشي إليه الحربة، وقذفها، وهو على غرة، فوقعت في أحشائه، وخرجت من بين رجليه فسقط ولم يستطع النهوض حتى قضى نحبه - رضي الله عنه -.
ووقعت الهزيمة بالمشركين حتى لاذوا بالفرار، وفرت النسوة المحرضات، وتبعهم المسلمون يضعون فيهم السلاح، ويأخذون الغنائم، وحينئذ أخطأ الرماة، فنزل منهم أربعون رجلاً ليصيبوا من الغنيمة، على رغم ما كان لهم من الأمر المؤكد بالبقاء في أماكنهم.
وانتهز خالد بن الوليد هذه الفرصة، فانقض على العشرة الباقية بجبل الرماة حتى قتلهم، واستدار هذا الجبل حتى وصل إلى ظهور المسلمين وبدأ بتطويقهم، وصاح فرسانه صيحة عرفها المشركون فانقلبوا، ورفعت لواءها إحدى نسائهم فالتفوا حوله وثبتوا، وبذلك وقع المسلمون بين شقي الرحى.
هجوم المشركين على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإشاعة مقتله:
وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مؤخرة المسلمين، ومعه سبعة من الأنصار واثنان من المهاجرين، فلما رأى فرسان خالد تطلع من وراء الجبل نادى أصحابه بأعلى صوت: إِلَيَّ عباد الله! وسمع صوته المشركون – ولعلهم كانوا أقرب إليه من المسلمين فأسرعت مجموعة منهم نحو الصوت، وهاجمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هجوماً شديداً، وحاولت القضاء عليه قبل أن يصل إليه المسلمون، فقال - صلى الله عليه وسلم -: من يردهم عنا وله الجنة؟ أو هو رفيقي في الجنة، فتقدم رجل من الأنصار فدفعهم، وقاتلهم حتى قتل، ثم رهقوه فأعاد قوله، فتقدم رجل آخر فدفعهم وقاتلهم حتى قتل، ثم الثالث، ثم الرابع وهكذا حتى قتل السبعة.
ولما سقط السابع لم يبق حول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا القرشيان طلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما، فركز المشركون حملتهم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أصابته حجارة وقع لأجلها على شقه، وأصيبت رباعيته اليمنى السفلى وجرحت شفته السفلى وهشمت البيضة على رأسه، فشجت جبهته ورأسه.،
وضرب بالسيف على وجنته فدخلت فيها حلقتان من حلق المغفر، وضرب أيضاً بالسيف على عاتقه ضربة عنيفة اشتكى لأجلها أكثر من شهر. وكان - صلى الله عليه وسلم - قد لبس درعين فلم يتهتكا.
Kitaabka Rowdatul Anwaar Fii Siirati An Nabiyil Mukhtaar* (Q49aad) *Li Sh Xassan Ibraahim Xafidahullaah
✧Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ✧كتاب روضـة الأنوار في سيرة النبي المختار✧Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ✧