Kitaabka Rowdatul Anwaar Fii Siirati An Nabiyil Mukhtaar* (Q27aad) *Li Sh Xassan Ibraahim Xafidahullaah
والمعنى قل لست أقدر على إحداث الخوارق والإتيان بالمعجزات، لأن القدرة على ذلك أمر يختص بالله سبحانه وتعالى، وهو منزه من أن يكون له شريك في قدرته، وإنما أنا بشر، كما أنكم بشر، فلست أقدر عليه كما أنكم لا يقدرون عليه. وإنما الذي امتزت به فيما بينكم هو أنني رسول، ويوحي إلي، وأنتم لستم برسل، وليس يوحى إليكم، فالذي طلبتموه من الآيات ليس في يدي ولا تحت تصرفي، وإنما هو إلى الله – عز وجل – إن شاء أظهرها لكم، ويؤيدني بها عليكم، وإن شاء أخرها عنكم، وفي ذلك مصلحتكم.
وقد أكد الله هذا المعنى في سورة الأنعام فقال: {قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِندَ اللّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءتْ لاَ يُؤْمِنُونَ} [6:109] أي إن الأنبياء والرسل ليسوا بالذين يأتون بالخوارق والمعجزات، وإنما الله – سبحانه وتعالى – هو الذي يأتي به. وهو إنما يظهرها على أيدي الأنبياء والمرسلين تكريماً لهم، وتأييداً وإثباتاً نبوتهم ورسالتهم.
ثم بين الله – سبحانه وتعالى – أنه لو أراهم وأظهر لهم ما طلبوه من الآيات لا يؤمنون به. مع كونهم قد أقسموا بالله جهد أيمانهم ليؤمنن به، فقال: {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلآئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ}، وقال: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعا} [13: 31].
وفي ثنايا مثل هذه الآيات أشار الله تعالى إلى سنة من سننه، وهي أن القوم إذا طلبوا آية معينة، ثم لم يؤمنوا بها إذا جاءتهم فإنهم يهلكون ولا يمهلون. وسنة الله لا تتغير ولا تتبدل، وقد علم الله أن معظم قريش يؤمنون فيما بعد. فلذلك لم يأت لهم بما اقترحوه من الآيات الخاصة التي مضى ذكرها قريباً.
شق القمر:
كأن قريشاً لما رأوا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يجبهم إلى ما اقترحوه من الآيات الخاصة ظنوا أن طلب الآيات أحسن وسيلة لتعجيزه وإسكاته. ولإقناع عامة الناس بأنه متقول، وليس برسول، فتقدموا خطوة أخرى، وقرروا أن يطلبوا منه آية بغير تعيين، ليتبين للناس عجزه، فلا يؤمنوا به، فجاءوا إليه، وقالوا له: هل من آية نعرف بها أنك رسول الله؟
فسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ربه أن يريهم آية. فأراهم القمر قد انشق فرقتين: فرقة فوق الجبل – أي جبل أبي قبيس – وفرقه دونه، حتى رأوا حراء بينهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"اشهدوا".
ورأت قريش هذه الآية جهاراً، بوضوح، ولوقت طويل، فسقط في أيديهم وبهتوا، ولكنهم لم يؤمنوا، بل قالوا: هذا سحر ابن أبي كبشة، لقد سحرنا محمد، فقال رجل: إن كان قد سحركم فإنه لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم، فانتظروا ما يأتيكم به السفار، فجاء السفار فسألوهم، فقالوا: نعم قد رأيناه. ولكن قريشاً مع ذلك أصروا على كفرهم واتبعوا أهواءهم.
وكأن انشقاق القمر كالتمهيد لما هو أكبر وأهم حدثاً من ذلك، وهو الإسراء والمعراج، فإن رؤية القمر هكذا منشقاً بعين اليقين تسهل على الذهن قبول إمكان الإسراء والمعراج والله أعلم.
Kitaabka Rowdatul Anwaar Fii Siirati An Nabiyil Mukhtaar* (Q27aad) *Li Sh Xassan Ibraahim Xafidahullaah
✧Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ✧كتاب روضـة الأنوار في سيرة النبي المختار✧Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ✧