Kitaabka Rowdatul Anwaar Fii Siirati An Nabiyi Mukhtaar* (Q14aad)*Li Sh. Xassan Ibraahim Xafidahullaah

0
Sunday August 23, 2015 - 15:40:00 in Wararka by
  • Visits: 2123
  • (Rating 5.0/5 Stars) Total Votes: 1
  • 0 0
  • Share via Social Media

    Kitaabka Rowdatul Anwaar Fii Siirati An Nabiyi Mukhtaar* (Q14aad)*Li Sh. Xassan Ibraahim Xafidahullaah

    ✧Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ✧كتاب روضـة الأنوار في سيرة النبي المختار✧Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ✧

    Share on Twitter Share on facebook Share on Digg Share on Stumbleupon Share on Delicious Share on Google Plus

✧Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ✧كتاب روضـة الأنوار في سيرة النبي المختار✧Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ✧

فأما الحرث والزرع والطعام والشراب والذهب والفضة والأمتعة والأموال فكانوا يقدمونها إلى أماكن وقبور هؤلاء الصالحين، أو إلى تماثيلهم، بواسطة سدنة وحجاب كانوا يجاورون تلك القبور والبيوت، ولم يكن يقدم إليها شيء إلا بواسطتهم في معظم الأحوال.



وأما الدواب والأنعام فكان لهم فيها طرق. فربما كانوا يسيبونها باسم هؤلاء الأولياء والصالحين، من أصحاب القبور أو التماثيل، تقرباً إليهم وإرضاءً لهم، فكانوا يقدسون هذه الدواب، ولا يتعرضون لها بسوء أبداً، ترتع ما شاءت، وتتجول أين شاءت. وربما كانوا يذبحونها على أنصاب هؤلاء الأولياء – أي على قبورهم وأماكنهم المخصصة لهم – وربما كانوا يذبحونها في أي مكان آخر، ولكن كانوا يذكرون أسماءهم بدل اسم الله – سبحانه وتعالى –.


وكان من جملة أعمالهم أنهم كانوا يحتفلون بهؤلاء الأولياء والصالحين مرة أو مرتين في السنة، فكانوا يقصدون قبورهم وأماكنهم من كل جانب، فيجتمعون عندها في أيام خاصة، ويقيمون لها أعياداً، يفعلون فيها كل ما تقدم من التبرك والمسح والطواف وتقديم النذور والقرابين وغير ذلك، وكان كالموسم يحضره الداني والقاصي، والشريف والوضيع، حتى يقدم كل أحد نذره، وينال بغيته.


كان المشركون يفعلون كل ذلك بهؤلاء الأولياء والصالحين تقرباً إليهم وإرضاءً لهم، ليجعلوهم وسطاء بينهم وبين الله، وليتوسلوا بهم إلى الله، معتقدين إنهم يقربونهم إلى الله زلفى، ويشفعون لهم عند الله، ثم كانوا يدعونهم لقضاء حوائجهم ودفع كرباتهم، معتقدين أنهم يسمعون لما قالوا، ويستجيبون لما دعوا وطلبوا منهم، فيقضون حوائجهم، ويكشفون كرباتهم، إما بأنفسهم، وإما بشفاعتهم لذلك عند الله.

فكان هذا هو شركهم بالله، وعبادتهم لغير الله، واتخاذهم آلهة من دون الله، وجعلهم شركاء لله، وكان هؤلاء الأولياء والصالحون وأمثالهم هم آلهة المشركين.


فلما قام النبي - صلى الله عليه وسلم - بالدعوة إلى توحيد الله، وخلع كل ما اتخذوه إلهاً من دون الله، شق ذلك على المشركين، وأعظموه، وأنكروه، وقالوا: إنها مؤامرة أريد بها غير ما يقال، وقالوا: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ(٥) وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ(٦) مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ(٧)} [ص: ٥ــ٧].


ثم لما تقدمت الدعوة وقرر المشركون الدفاع عن شركهم، والدخول في النقاش والجدال ومناظرة المسلمين ليكفوا بذلك الدعوة إلى الله، ويبطلوا أثرها في المسلمين، أقيمت عليهم الحجة من عدة جوانب، فقيل لهم: من أين علمتم أن الله تعالى أعطى عباده المقربين التصرف في الكون، وأنهم يقدرون على ما تزعمون من قضاء الحوائج وكشف الكربات؟ هل اطلعتم على الغيب؟ أو وجدتم ذلك في الكتاب ورثتموه من الأنبياء أو أهل العلم؟


قال – سبحانه وتعالى –: {أَمْ عِندَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ[الطور: ٤١، القلم: ٤٧].


وقال – سبحانه وتعالى –: {اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ[الأحقاف: ٤].


وقال – سبحانه وتعالى –: {قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ[الأنعام: ١٤٨].


وكان من الطبيعي أن يعترف المشركون بأنهم لم يطلعوا على الغيب، ولا وجدوا ذلك في كتاب من كتب الأنبياء، ولا أخذوه من أهل العلم، فقالوا: {بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا} [ لقمان: ٢١] و {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ}[الزخرف: ٢٢].


وبهذا الجواب تبين عجزهم وجهلهم مَعاً، فقيل لهم: إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون، فاسمعوا منه – سبحانه وتعالى – ما يقوله ويخبر به عن حقيقة شركائكم هؤلاء، يقول – سبحانه وتعالى -: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ} [الأعراف: ١٩٤]، أي إنهم لا يقدرون على شيء مما يختص بالله – سبحانه وتعالى – كما أنكم لا تقدرون عليه، فأنتم وهم سواء في العجز وعدم القدرة، ولذلك تحداهم بقوله: {فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [الأعراف: ١٩٤].




Leave a comment

  Tip

  Tip

  Tip

  Tip