Kitaabka Rowdatul Anwaar Fii Siirati An Nabiyil Mukhtaar*(Q13aad )*Li Sh. Xassan Ibraahim Xafidahullaah

0
Wednesday August 19, 2015 - 14:23:08 in Wararka by
  • Visits: 2048
  • (Rating 5.0/5 Stars) Total Votes: 4
  • 7 0
  • Share via Social Media

    Kitaabka Rowdatul Anwaar Fii Siirati An Nabiyil Mukhtaar*(Q13aad )*Li Sh. Xassan Ibraahim Xafidahullaah

    ✧Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ✧كتاب روضـة الأنوار في سيرة النبي المختار✧Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ✧

    Share on Twitter Share on facebook Share on Digg Share on Stumbleupon Share on Delicious Share on Google Plus

✧Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ✧كتاب روضـة الأنوار في سيرة النبي المختار✧Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ✧

وحيث إن المشركين كانوا يعترفون أن إبراهيم وإسماعيل وموسى عليهم السلام كانوا رسلاً وكانوا بشراً، فإنهم لم يجدوا مجالاً للإصرار على شبهتهم هذه، ولكنهم أبدوا شبهة أخرى، قالوا: ألم يجد الله لحمل رسالته إلا هذا اليتيم المسكين؟ ما كان الله ليترك العظماء الكبار من أشراف قريش وثقيف، ويرسل هذا، {وقالوا لوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} أي من مكة والطائف، قال – تعالى – رداً عليهم: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ} [الزخرف: ٣١، ٣٢]. يعني أن الوحي والقرآن والنبوة والرسالة رحمة من الله، والله يعلم كيف يقسم رحمته، وأين يضعها، فمن يعطيها، ومن يحرمها، قال  تعالى: {اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ[الأنعام: ١٢٤].



فانتقلوا بعد ذلك إلى شبهة أخرى، قالوا: إن من يكون رسولاً لملك من ملوك الدنيا يوفر له الملك أسباب الحشمة والجاه من الخدم، والحشم، والضيعة، والمال، والأبهة، والجلال، وغير ذلك، وهو يمشي في موكب من الحرس والمرافقين أصحاب العز والشرف، فما بال محمد يدفع في الأسواق للقمة عيش و يَدَّعِ إنه رسول الله؟ {لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً (٧) أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلاً مَّسْحُوراً(٨)} [الفرقان: ٧ـــ٨].


ومعلوم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان قد أرسل إلى جميع أنواع البشر: صغارهم وكبارهم، وضعافهم وأقويائهم، وأذنابهم وأشرافهم، وعبيدهم وأحرارهم، فلو حصل له ما تقدم من الأبهة، والجلال، ومواكبة الخدم، والحشم، والكبار، لم يكن يستفيد به ضعفاء الناس وصغارهم، وهم جمهور البشر، وإذن لفاتت مصلحة الرسالة، ولم تعد لها فائدة تذكر. ولذلك أجيب المشركون على طلبهم هذا بأن محمداً - صلى الله عليه وسلم - رسول، يعني يكفي لدحض شبهتكم هذه أنه رسول، والذي طلبتموه له من الحشمة والجاه والموكب والمال، ينافي تبليغ الرسالة في عامة الناس، بينما هم مقصودون بالرسالة.


فلما ردَّ على شبهتهم هذه تقدموا خطوة أخرى، وأخذوا يطالبون بالآيات عناداً وتعجيزاً، فدار بينهم وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - نقاش وحوار، وسنأتي على شيء منه إن شاء الله.


أما قضية التوحيد فكانت رأس القضايا وأصل الخلاف، وكان المشركون يقرون بتوحيد الله – سبحانه وتعالى – في ذاته وصفاته وأفعاله، فكانوا يعترفون بأن الله – تعالى – هو الخالق الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما، وهو خالق كل شيء، وهو المالك الذي بيده ملكوت السماوات والأرض وما بينهما، وملكوت كل شيء، وهو الرازق الذي يرزق الناس والدواب والأنعام، ويرزق كل حي، وهو المدبر الذي يدبر الأمر من السماء إلى الأرض، ويدبر أمر كل صغير وكبير حتى الذرة والنملة، وهو رب السماوات والأرض وما بينهما ورب العرش العظيم، ورب كل شيء، سخر الشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب والجن والإنس والملائكة، كُلٌّ له خاضعون، يجير من يشاء على من يشاء ولا يجار عليه أبداً، يحيي ويميت، ويفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، لا معقب لحكمه، ولا راد لقضائه. 


وهم بعد هذا الإقرار الصريح لتوحيد الله – سبحانه وتعالى – في ذاته وصفاته وأفعاله كانوا يقولون: إن الله تعالى أعطى بعض عباده المقربين – كالأنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين – شيئاً من التصرف في بعض أمور الكون، فهم يتصرفون فيه بإذنه مثل: هبة الأولاد، ودفع الكربات، وقضاء الحوائج، وشفاء المرضى، وأمثال ذلك. وأن الله إنما أعطاهم ذلك لقربهم من الله، ولجاههم عند الله. فهم لأجل أن الله منحهم هذا التصرف وهذا الخيار يقضون بعض حاجات العباد عن طريق الغيب، فيكشفون عنهم بعض الكربات، ويدفعون بعض البليات، ويقربون إلى الله من يرضون به، ويشفعون له عنده.


والمشركون على أساس زعمهم هذا جعلوا هؤلاء الأنبياء والأولياء والصالحين وسيلة فيما بينهم وبين الله، واخترعوا أعمالاً يتقربون بها إليهم، ويبتغون بها رضاهم، فكانوا يأتون بتلك الأعمال ثم يتضرعون إليهم، ويدعونهم لقضاء حوائجهم، ويستغيثون بهم في شدائدهم، ويستعيذون بهم في مخاوفهم.


أما ألأعمال التي اخترعوها للتقرب إليهم فهي أنهم خصصوا لهؤلاء الأنبياء أو الأولياء والصالحين أماكن، وبنوا لهم فيها البيوت، ووضعوا فيها تماثيلهم التي نحتوها طبق صورهم الحقيقية أو الخيالية، وربما وجدوا قبور بعض الأولياء والصالحين حسب زعمهم، فبنوا عليها البيوت دون أن ينحتوا لهم التماثيل، ثم كانوا يقصدون هذه التماثيل وتلك القبور، فكانوا يمسحونها ويتبركون بها، ويطوفون حولها، ويقومون لها بالإجلال والتعظيم، ويقدمون إليها النذور والقرابين، ليتقربوا بها إليهم، ويبتغوا بها من فضلهم، وكانوا ينذرون لهم مما كان يرزقهم الله من الحرث والزرع والطعام والشراب والدواب والأنعام والذهب والفضة والأمتعة والأموال.




Leave a comment

  Tip

  Tip

  Tip

  Tip