Kitaabka Rowdatul Anwaar Fii Siirati An Nabiyil Mukhtaar* Q3aad ( بركات في بيت الرضاعة )*Li Sh. Xassan Ibraahim Xafidahullaah
بركات في بيت
الرضاعة :
وقد درت البركات على أهل هذا البيت مدة وجوده - صلى الله عليه وسلم - بينهم .ومما روي من هذه البركات : أن حليمة لما جاءت إلى مكة كانت الأيام أيام جدب وقحط ، وكانت معها أتان كانت أبطأ دابة في الركب مشياً لأجل الضعف والهزال ، وكانت معها ناقة لا تدر بقطرة من لبن ، وكان لها ولد صغير يبكي ويصرخ طول الليل لأجل الجوع ، ولا ينام ، ولا يترك أبويه ينامان .
فلما
جاءت حليمة بالنبي - صلى الله عليه وسلم -
إلى رحلها ، ووضعته في حجرها أقبل عليه ثدياها بما شاء من لبن ، فشرب حتى روي ،
وشرب معه ابنها الصغير حتى روى ، ثم ناما .
وقام
زوجها إلى الناقة فوجدها حافلاً باللبن ، فحلب منها ما انتهيا بشربه رياً وشبعاً ،
ثم باتا بخير ليلة .
ولما
خرجا راجعين إلى بادية بني سعد ركبت حليمة تلك الأتان ، وحملت معها النبي - صلى الله عليه وسلم - فأسرعت الأتان حتى قطعت
بالركب ، ولم يستطع لحوقها شئ من الحمر .
ولما
قدما في ديارهما : ديار بني سعد – وكان أجدب أرض الله – كانت غنمهما تروح عليهما
شباعاً ممتلئة الخواصر بالعلف ، ممتلئة الضروع باللبن . فكانا يحلبان ويشربان ،
وما يحلب إنسان قطرة لبن .
فلم
يزالا يعرفان من الله الزيادة والخير حتى اكتملت مدة الرضاعة ومضت سنتان ففطمته
حليمة ، وقد اشتد وقوي في هذه الفترة .
بقاء النبي – صلى الله عليه وسلم - في بني سعد بعد الرضاعة :
وكانت
حليمة تأتي بالنبي - صلى الله عليه وسلم -
إلى آمه وأسرته كل ستة أشهر ، ثم ترجع به إلى باديتها في بني سعد ، فلما اكتملت
مدة الرضاعة وفطمته ، وجاءت به إلى أمه حرصت على بقائه - صلى الله عليه وسلم - عندها ، لما رأت من البركة
والخير . فطلبت من أم النبي - صلى الله
عليه وسلم - أن تتركه عندها حتى يغلظ ،
فإنها تخاف عليه وباء مكة ، فرضيت أمه - صلى الله عليه وسلم - بذلك ، ورجعت به حليمة إلى
بيتا مستبشرة مسرورة ، وبقي النبي - صلى
الله عليه وسلم - عندها بعد ذلك نحو سنتين ، ثم وقعت حادثة غريبة أحدثت خوفاً في
حليمة وزوجها حتى ردا النبي - صلى الله
عليه وسلم - إلى أمه . وتلك الحادثة هي شق صدره - صلى الله عليه وسلم - وإليكم بيان ذلك .
شق الصدر :
قال أنس
بن مالك - رضي الله عنه - : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتاه جبريل وهو يلعب مع
لغلمان فأخذه فصرعه ، فشق عن قلبه . فاستخرج القلب ، فاستخرج منه علقة ، فقال :
هذا حظ الشيطان منك . ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ، ثم لأمه – أي ضمه وجمعه –
ثم أعاده في مكانه .
وجاء
الغلمان يسعون إلى أمه – يعني ظئره ( وهي المرضعة ) – فقالوا إن محمداً قد قتل .
فاستقبلوه وهو منتقع اللون . أي متغير اللون .
قال أنس
: وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره .
إلى أمه الحنون
:
ورجع
النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد هذا
الحادث إلى مكة ، فبقي عند أمه وفي أسرته نحو سنتين ، ثم سافرت معه أمه إلى
المدينة ، حيث قبر والده وأخوال جده بنو عدي بن النجار ، وكان معها قيمها عبد
المطلب ، وخادمتها أم أيمن ، فمكثت شهراً ثم رجعت ، وبينما هي في الطريق لحقها
المرض ، واشتد حتى توفيت بالأبواء بين مكة والمدينة ، ودفنت هناك .
إلى جده العطوف
:
وعاد به
- صلى الله عليه وسلم - جده عبد المطلب
إلى مكة ، وهو يشعر بأعماق قلبه شدة ألم المصاب الجديد . فرق عليه رقة لم يرقها لى
أحد من أولاده ، فكان يعظم قدره ، ويقدمه على أولاده ، ويكرمه غاية الإكرام ،
ويجلسه على فراشه الخاص الذي لم يكن يجلس عليه غيره . ويمسح ظهره ، ويسر بما يراه
يصنع . ويعتقد أن له شأناً عظيماً في المستقبل ، ولكنه توفي بعد سنتين حين كان
عمره - صلى الله عليه وسلم - ثماني سنوات
وشهرين وعشرة أيام .
إلى عمه الشفيق
:
وقام
بكفالته - صلى الله عليه وسلم- عمه أبو طالب شقيق أبيه ،
واختصه بفضل الرحمة والمودة ، وكان مقلا من المال . فبارك الله في قليله ، حتى كان
طعام الواحد يشبع جميع أسرته ، وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - مثال القناعة والصبر ،
يكتفي بما قدر الله له .
سفره إلى الشام
وبحيرا الراهب :
وأراد أبو طالب أن يخرج بتجارة إلى الشام في عير قريش ، وكان عمره - صلى الله عليه وسلم - اثنتي عشرة سنة – وقيل : وشهرين وعشرة أيام – فاستعظم رسل الله - صلى الله عليه وسلم - فراقه ، فرق عليه وأخذه معه ، فلما نزل الركب قريباً من مدينة بصرى على مشارف الشام خرج إليهم أحد كبار رهبان النصارى – وهو بحيرا الراهب – فتخلل في الركب حتى وصل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخذ بيده ، وقال" هذا سيد العالمين ، هذا رسول رب العالمين ، هذا يبعثه الله رحمة للعالمين " قالوا : وما علمك بذلك ؟
قال : "إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق حجر ولا شجر إلا خر ساجداً ،
ولا يسجدان إلا لنبي ، وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة ،
وإنا نجده في كتبنا " .
ثم
أكرمهم بالضيافة ، وسأل أبا طالب ، أن يرده ولا يقدم به إلى الشام خوفاً من اليهود
والرومان ، فرده أبو طالب إلى مكة .
Kitaabka Rowdatul Anwaar Fii Siirati An Nabiyil Mukhtaar* Q3aad ( بركات في بيت الرضاعة )*Li Sh. Xassan Ibraahim Xafidahullaah
✧Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ✧كتاب روضـة الأنوار في سيرة النبي المختار✧Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ✧