Kitaabka Rowdatul Anwaar Fii Siirati An Nabiyil Mukhtaar* (Q83aad) *Li Sh Xassan Ibraahim Xafidahullaah

0
Wednesday February 10, 2016 - 16:09:26 in Wararka by
  • Visits: 1591
  • (Rating 5.0/5 Stars) Total Votes: 1
  • 3 0
  • Share via Social Media

    Kitaabka Rowdatul Anwaar Fii Siirati An Nabiyil Mukhtaar* (Q83aad) *Li Sh Xassan Ibraahim Xafidahullaah

    ✧Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ✧كتاب روضـة الأنوار في سيرة النبي المختار✧Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ✧

    Share on Twitter Share on facebook Share on Digg Share on Stumbleupon Share on Delicious Share on Google Plus

✧Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ✧كتاب روضـة الأنوار في سيرة النبي المختار✧Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ✧


غـزوة حنين



ولما تم فتح مكة اجتمعت أشراف قبائل قيس عيلان للشورى، وفي مقدمتها هوزان وثقيف، فقالوا: قد فرغ محمد من قتال قومه. ولا ناهية له عنا، فلنغزوه قبل أن يغزونا، فأجمعوا أمرهم للحرب، واختاروا لقيادتها مالك بن عوف النصري، فتحشد جمع كبير، ونزل بأوطاس، ومعهم نساءهم وذراريهم وأموالهم، وكان فيهم دريد بن الصمة المشهور بأصالة الرأي، فلما سمع أصوات الصبيان والحيوان سأل مالكاً عن ذلك، فقال: أردت أن أجعل خلف كل رجل أهله وماله ليقاتل عنهم. فقال: راعي ضأن والله، وهل يرد المنهزم شيء؟ إنها إن كانت لك لم ينفعك إلا رجل بسيفه ورمحه، وإن كانت عليك فضحت في أهلك ومالك، وأشار أن يردهم إلى بلادهم، فلم يقبل مالك رأيه، وجمعهم في وادي أوطاس، وانتقل بالمقاتلين إلى وادي حنين، بجانب وادي أوطاس، ونصب فيه كمائن.


وعلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتجمعهم فخرج من مكة يوم السبت السادس من شهر شوال، ومعه اثنا عشر ألف مقاتل، واستعار من صفوان بن أمية مائة درع بأداته، واستعمل على مكة عتاب بن أسيد.


وفي الطريق رأى المسلمون سدرة عظيمة كانت تعلق عليها العرب أسلحتهم، ويذبحون ويعكفون عنده، يقال له: ذات أنواط. فقال بعضهم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط. فقال - صلى الله عليه وسلم -: "الله أكبر، قلتم كما قال قوم موسى لموسى: اجعل لنا آلهة كما لهم آلهة". وقال: "إنكم قوم تجهلون، إنها السنن، لتركبن سنن من كان قبلكم".


وقال بعضهم نظراً لكثرة الجيش: لن نغلب اليوم، فشق ذلك على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ولما كان عشية جاء فارس وأخبره بخروج هوزان بظعنهم ونعمهم وشائهم، فتبسم وقال: تلك غنيمة المسلمون غداً إن شاء الله.


وفي الليلة العاشرة من شهر شوال سنة ٨هـ وصل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى وادي حنين، فعبأ جيشه سحراً قبل أن يدخل، فأعطى لواء المهاجرين لعلي بن أبي طالب، ولواء الأوس لأسيد بن حضير، ولواء الخزرج للحباب بن المنذر، وأعطى ألوية لقبائل أخرى. ولبس درعين والبيضة والمغفر، ثم بدأت مقدمة الجيش تنحدر بالوادي، وهي لا تعلم بوجود كمائن العدو فيه، فبينما هي تنحط فيه إذ العدو يمطر عليهم النبال كأنها جراد منتشر، وشد عليها شدة رجل واحد، فاضطربت مقدمة الجيش بهذه المفاجأة، وانكشف عامة من كان فيها من المسلمين، وتبعهم من كان خلفهم، فصارت هزيمة عامة.


وسر ذلك بعض المشركين وبعض حديثي العهد بالإسلام، فقال أبو سفيان: لا تنتهي هزيمتهم دون البحر، وقال أخ لصفوان: ألا بطل السحر اليوم. وقال له آخر: أبشر بهزيمة محمد وأصحابه، فوالله لا يجبرونها أبد. فغضب عليهما صفوان – وهو مشرك – وعكرمة بن أبي جهل ـ وهو حديث العهد بالإسلام ـ وانتهراهما.


أما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فثبت في قليل من المهاجرين والأنصار، وطفق يركض بغلته ليتقدم نحو العدو، وهو يقول:


أنا النبي لا كذب    ***    أنا ابن عبد المطلب


وأخذ أبو سفيان بن الحارث بلجام بغلته، والعباس بركابه لئلا يسرع نحو العدو، فنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن البغلة ودعا ربه واستنصره، وأمر العباس، وكان جهوري الصوت، أن ينادي أصحابه، فنادى – وملأ الوادي بصوته – ألا ! أين أصحاب السمرة؟ فعطفوا نحو الصوت عطفة البقر على أولادها، يقولون لبيك، لبيك، حتى إذا اجتمع منهم مائة استقبلوا العدو، واقتتلوا.


وصرفت الدعوة إلى الأنصار، ثم إلى بني الحارث بن الخزرج، وتلاحقت كتائب المسلمين، واحدة تلو الأخرى، حتى اجتمع حوله - صلى الله عليه وسلم - جمع عظيم، وأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين، وأنزل جنوداً لم تروها، فكر المسلمون واحتدم القتال، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "الآن حمي الوطيس" وأخذ قبضة من تراب فرمي بها وجوه القوم، وقال: "شاهت الوجوه"، فملأ أعينهم تراباً، فلم يزل حدهم كليلاً وأمرهم مدبراً، حتى تفرقوا وهربوا ، وتبعهم المسلمون يقتلون ويأسرون، حتى أخذوا النساء والذراري، وأسروا كثيراً من المحاربين، وجرح يومئذ خالد بن الوليد جراحات بالغة، وأسلم كثير من مشركي مكة لما رأوا من عناية الله برسوله.






Leave a comment

  Tip

  Tip

  Tip

  Tip