Kitaabka Rowdatul Anwaar Fii Siirati An Nabiyil Mukhtaar* (Q79aad) *Li Sh Xassan Ibraahim Xafidahullaah

0
Wednesday February 03, 2016 - 16:46:06 in Wararka by
  • Visits: 1530
  • (Rating 0.0/5 Stars) Total Votes: 0
  • 2 0
  • Share via Social Media

    Kitaabka Rowdatul Anwaar Fii Siirati An Nabiyil Mukhtaar* (Q79aad) *Li Sh Xassan Ibraahim Xafidahullaah

    ✧Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ✧كتاب روضـة الأنوار في سيرة النبي المختار✧Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ✧

    Share on Twitter Share on facebook Share on Digg Share on Stumbleupon Share on Delicious Share on Google Plus

✧Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ✧كتاب روضـة الأنوار في سيرة النبي المختار✧Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ✧


الفتح الأعظم: فتح مكة المكرمــة



السبب والاستعداد والإخفاء:



وفي رمضان سنة ٨ من الهجرة فتح الله تعالى لرسوله - صلى الله عليه وسلم - مكة المكرمة، وهو الفتح الأعظم، وأعز الله به دينه ورسوله، وأنقذ به بيته وبلده، واستبشر به أهل السماء، ودخل به الناس في دين الله أفواجاً.


وسببه أن بني بكر دخلوا مع قريش في عهد الحديبية، وكانت بينهم وبين خزاعة دماء وثأرات في الجاهلية اختفت نارها بظهور الإسلام، فلما وقعت هدنة الحديبية اغتنمها بنو بكر، وأغاروا في شهر شعبان سنة ٨ هـ على خزاعة ليلاً، وهم على ماء يقال له: الوتير، فقتلوا منهم ما يربو على عشرين، وطاردوهم إلى مكة حتى قاتلوهم فيها، وأعانتهم قريش سراً برجال وسلاح.


وكانت خزاعة قد دخلت مع المسلمين في عهد الحديبية، وكان قد أسلم عدد منهم، فأبلغوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخبر، فقال: والله لأمنعنكم مما أمنع نفسي منه.


وأحست قريش بسوء فعلتها، وخافت نتائجها، فأسرعت بإرسال أبي سفيان إلى المدينة ليشد العقد ويزيد في المدة، فلما جاء المدينة نزل على ابنته أم المؤمنين أم حبيبة – رضي الله عنها -، وأراد أن يجلس على فراش رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فطوته عنه، فقال: يابُنيه! أرغبت بي عن هذا الفراش أم رغبت به عني؟ قالت: هو فراش رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنت مشرك نجس. قال: والله لقد أصابك بعدي شر.


ثم جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكلمه فلم يرد شيئاً، فذهب إلى أبي بكر ليكلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ما أنا بفاعل. فأتى عمر فأبى، وشدد في الكلام، فأتى عليا فاعتذر، وأشار عليه أن يجير بين الناس ويرجع، ففعل.


أما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتجهز للغزو، وأمر أصحابه بذلك، واستنفر الأعراب الذين حول المدينة، وكتم الخبر، ودعا الله: "اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش، حتى نبغتها في بلادها".


وزيادة في الكتمان أرسل - صلى الله عليه وسلم - أبا قتادة - رضي الله عنه - في أوائل رمضان إلى بطن إضم، وعلى بعد ستة وثلاثين ميلاً من المدينة، ليظن الظان أنه يريد هذه الناحية.


وكتب حاطب بن أبي بلتعة كتاباً إلى قريش يخبرهم فيه بمسير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليهم، وأعطاه امرأة على جعل، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخبر من السماء، فأرسل عليا والمقداد والزبير ومرثداً الغنوي، وقال: انطلقوا إلى روضة خاخ، فإن بها ظعينة معها كتاب، فخذوه منها، فأتوها وطلبوا منها الكتاب، فقالت ما معي كتاب. فقالوا لَتُخْرِجَنَّ الكتاب أو لنجردنك، فأخرجته من عقاصها، فأتوا به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ما هذا يا حاطب؟ فاعتذر بأن له في مكة أهلاً وعشيرة وولداً، وليست له فيهم قرابة يحمونهم لأجلها، فأراد أن يتخذ عندهم يداً يحمون بها أهله، ولم يفعله ارتداداً عن الإسلام، ولا رضىً بالكفر، فقال عمر، دعني يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أضرب عنقه، فإنه قد خان الله ورسوله وقد نافق. فقال - صلى الله عليه وسلم -: "إنه قد شهد بدراً، وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر، فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم"، فذرفت عينا عمر- رضي الله عنه-، وقال: الله ورسوله أعلم.




في الطريق إلى مكة:


ولعشر من رمضان سنة ٨هـ غادر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة، متجهاً إلى مكة، ومعه عشرة آلاف من المسلمين، واستعمل على المدينة أبا ذر الغفاري.


ولما بلغ الجحفة لقيه عمه العباس مع أهله مسلماً مهاجراً، وبالأبواء لقيه ابن عمه أبو سفيان بن الحارث، وابن عمته عبدالله بن أبي أمية فأعرض عنهما، لأنه كان يلقى منهما شدة الأذى والهجو، فقالت له أم سلمة: لا يكن ابن عمك وابن عمتك أشقى الناس بك، وقال علي لأبي سفيان: ائته من قبل وجهه، وقل له ما قال إخوة يوسف ليوسف: {قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ} [يوسف: ٩١]. ففعل، فقال - صلى الله عليه وسلم -:{قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [يوسف: ٩٢]. فأنشده أبو سفيان أبياتاً مدحه فيها واعتذر عما فعل به سابقاً.


ولما بلغ كديداً ورأى أن الصوم شق على الناس أفطر، وأمر الناس بالإفطار، ثم واصل سيره حتى نزل بمر الظهران عشاء، فأمر الجيش فأوقدوا عشرة الآف نار، كل على حدته، وجعل على الحرس عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -.


 

وخرج أبو سفيان خائفاً يترقب، ولا يعلم شيئاً، ومعه حكيم بن حزام، وبديل بن ورقاء، فلما رأى النيران قال: ما رأيت كالليلة نيراناً قط ولا عسكراً، قال بديل: هذه خزاعة، قال أبو سفيان: خزاعة أقل وأذل من أن تكون هذه نيرانها وعسكرها.



أبو سفيان بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

 

وكان العباس - رضي الله عنه- على بغلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتجول، فلما سمع الصوت عرفه فقال: أبا حنظلة؟ فقال: أبا الفضل؟ قال: نعم. قال: مالك؟ فداك أبي وأمي. قال: هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الناس، واصباح قريش والله.


قال: فما الحلية؟ فداك أبي وأمي. قال: والله لئن ظفر بك ليضربن عنقك. فاركب في عجز هذه البغلة حتى آتى بك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فركب، فلما مر بعمر بن الخطاب رآه فقال: أبو سفيان؟ عدو الله؟ الحمد لله الذي أمكن منك بغير عقد ولا عهد، واشتد إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وركض العباس البغلة فسبق إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم دخل عمر واستأذنه في ضرب عنق أبي سفيان، فقال العباس: إني أجرته، وأخذ برأس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: لا يناجيه الليلة أحد دوني. وأكثر عمر، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ساكت. ثم قال للعباس: اذهب به إلى بيتك. فإذا أصبحت فأتني به.


فلما جاء به الصبح قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ويحك يا أبا سفيان! ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله".


قال أبو سفيان: ما أحلمك وأكرمك وأوصلك، ولو كان معه إله غيره لأغنى عني شيئاً بعد.


قال: "ويحك يا أبا سفيان! ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله".


قال: أما هذه فإن في النفس حتى الآن منها شيء.


فقال العباس: أسلم قبل أن تُضرب عنقك، فأسلم وشهد شهادة الحق.


فقال العباس: يا رسول الله! إن أبا سفيان رجل يحب الفخر فاجعل له شيئاً. قال: "نعم، من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد الحرام فهو آمن".





Leave a comment

  Tip

  Tip

  Tip

  Tip