Kitaabka Rowdatul Anwaar Fii Siirati An Nabiyil Mukhtaar* (Q78aad) *Li Sh Xassan Ibraahim Xafidahullaah

0
Tuesday February 02, 2016 - 15:09:28 in Wararka by
  • Visits: 1542
  • (Rating 0.0/5 Stars) Total Votes: 0
  • 3 0
  • Share via Social Media

    Kitaabka Rowdatul Anwaar Fii Siirati An Nabiyil Mukhtaar* (Q78aad) *Li Sh Xassan Ibraahim Xafidahullaah

    ✧Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ✧كتاب روضـة الأنوار في سيرة النبي المختار✧Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ✧

    Share on Twitter Share on facebook Share on Digg Share on Stumbleupon Share on Delicious Share on Google Plus

✧Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ✧كتاب روضـة الأنوار في سيرة النبي المختار✧Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ✧


معركة مؤتة



جمادى الأولى سنة ٨ هـ ]



سبق في ذكر كتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الملوك والأمراء أن شرحبيل بن عمرو الغساني كان قد قتل الحارث بن عمير - رضي الله عنه-، حامل كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى عظيم بصري، وكان ذلك بمثابة إعلان الحرب، فلما بلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اشتد عليه، فجهز جيشاً قوامه ثلاثة آلاف مقاتل، وأمَّرَ عليهم زيد بن حارثة، وقال: إن قُتل زيد فجعفر، وإن قُتل جعفر فعبد الله بن رواحة، وعقد لواءًا أبيض حمله زيد بن حارثة.


وأوصاهم أن يأتوا مقتل الحارث بن عمير فيدعوهم إلى الإسلام، فإن أبوا قاتلوهم، وقال: اغزوا باسم الله، في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، ولا تغدروا، ولا تغلوا، ولا تقتلوا وليداً، ولا امرأة، ولا كبيراً فانياً، ولا منعزلاً بصومعة، ولا تقطعوا نخلاً، ولا شجرة ولا تهدموا بناءً.


وشيع الجيش إلى ثنية الوداع، ثم ودعه، فسار الجيش حتى نزل معان – بجنوب الأردن – فبلغهم أن هرقل نازل بمآب في مائة ألف من الروم. وانضم إليهم من متنصرة العرب مائة ألف، فتشاوروا ليلتين هل يكتبون ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويطلبون منه المدد – أم يقدمون على الحرب؟ فشجعهم ابن رواحة بأن الذي تكرهونه – وهي الشهادة – إنما خرجتم تطلبونه. ونحن ما نقاتل بعدد ولا قوة ولا كثرة، إنما نقاتل بهذا الدين الذي أكرمنا الله به. وما هي إلا إحدى الحسنيين، إما الظهور وإما الشهادة، فقالوا: صدق والله ابن رواحة، فتقدموا ونزلوا بمؤتة، وتعبؤوا وتهيؤوا للقتال.


ودارت معركة عنيفة ورهيبة، وعجيبة في تاريخ البشر: ثلاثة آلاف مقاتل يواجهون جيشاً عرمرماً – مائتي ألف – ويصمدون في وجهه. وهذا الكم الهائل من المدججين بالسلاح يهجم عليهم طول النهار، ويفقد كثيراً من أبنائه وأبطاله، ولا ينجح في دحرهم.


أخذ راية المسلمين زيد بن حارثة فقاتل وقاتل، ثم قاتل وقاتل حتى شاط في رماح القوم، وخر شهيداً في سبيل ربه، ثم أخذ الراية جعفر بن أبي طالب فقاتل وقاتل، حتى إذا أرهقه القتال اقتحم عن فرسه الشقراء وعقرها، ثم قاتل حتى قُطعت يمينه، فأخذ الراية بشماله، فلم يزل رافعاً لها حتى قُطعت شماله، فاحتضنها بعضديه حتى أبقاها تخفق في جو السماء، إلى أن قتل بعد أن أصابته بضع وتسعون من طعنة ورمية، كل ذلك فيما أقبل من جسده، وجاءت نوبة عبد الله بن رواحة فأخذ الراية وتقدم، واقتحم عن فرسه المعمة، ثم لم يزل يقاتل حتى قتل.


وحتى لا تسقط الراية أخذها ثابت بن أرقم وقال للمسلمين: اصطلحوا على رجل، فاصطلحوا على خالد بن الوليد، وبذلك انتقلت الراية إلى سيف من سيوف الله، وتقدم خالد بن الوليد فقاتل قتالاً منقطع النظير حتى انقطعت في يده تسعة أسياف، وأخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابه بالمدينة في نفس اليوم بمقتل القواد الثلاثة، وبانتقال القيادة إلى خالد بن الوليد، وسماه سيفاً من سيوف الله.


وبانتهاء النهار رجع الفريقان إلى مقرهما، فلما أصبحوا غيَّر خالد - رضي الله عنه- ترتيب العسكر، فجعل الساقة مقدمة، والمقدمة ساقة، والميسرة ميمنة، والميمنة ميسرة، فظن العدو أن المدد قد وصل للمسلمين فداخله الرعب، وبعد مناوشة خفيفة بدأ خالد يتأخر بالمسلمين، فلم يجترئ العدو على التقدم، خوفاً من أن تكون خدعة، فانحاز المسلمون إلى مؤتة، ومكثوا سبعة أيام يناوشون العدو، ثم تحاجز الفريقان وانقطع القتال، لأن الروم ظنوا أن الإمدادات تتوالى على المسلمين، وأنهم يكيدون بهم ليجروهم إلى الصحراء حيث لا يمكنهم التخلص، وبذلك كانت كفة المسلمين راجحة في هذه الغزوة.


وقُتل في هذه الغزوة اثنا عشر رجلاً من المسلمين، أما عدد قتلى العدو فلم يعرف، إلا أنهم قُتلوا بكثرة.



سرية ذات السلاسل:


ونظراً لموقف عرب الشام في معركة مؤتة رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القيام بعمل حكيم يكفهم عن نصرة الرومان والقيام بجانبهم، فأرسل إليهم عمرو بن العاص - رضي الله عنه- في ثلاثمائة من الصحابة، ومعهم ثلاثون فرساً، ليستألفهم، لأن أم أبيه كانت من قبيلة بلى: إحدى قبائلهم، فإن أبوا فليلقنهم درساً على قيامهم بجانب الروم، فلما قرب منهم بلغه أن لهم جمعاً كبيراً، فاستمد من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأمده بمائتين من سراة المهاجرين والأنصار، وعليهم أبو عبيدة بن الجراح، وكان عمرو بن العاص هو الأمير العام وإمام الصلاة، فدوخ بلاد قضاعة حتى لقي جمعاً، فلما هجم عليهم فروا وتفرقوا.


 

والسلاسل بقعة وماء وراء وادي القرى، إليها نسبت هذه السرية، لأن المسلمين نزلوا بها، وكان ذلك في جمادى الآخرة سنة ٨ه. أي بعد الشهر الذي وقعت فيه معركة مؤتة.





Leave a comment

  Tip

  Tip

  Tip

  Tip