Kitaabka Rowdatul Anwaar Fii Siirati An Nabiyil Mukhtaar* (Q59aad) *Li Sh Xassan Ibraahim Xafidahullaah

0
Saturday December 26, 2015 - 14:43:50 in Wararka by
  • Visits: 1681
  • (Rating 0.0/5 Stars) Total Votes: 0
  • 1 0
  • Share via Social Media

    Kitaabka Rowdatul Anwaar Fii Siirati An Nabiyil Mukhtaar* (Q59aad) *Li Sh Xassan Ibraahim Xafidahullaah

    ✧Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ✧كتاب روضـة الأنوار في سيرة النبي المختار✧Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ✧

    Share on Twitter Share on facebook Share on Digg Share on Stumbleupon Share on Delicious Share on Google Plus

✧Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ✧كتاب روضـة الأنوار في سيرة النبي المختار✧Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ✧


تخاذل الأطراف ونهاية الغزوة:




ولله في خلقه شئون، فقد جاء أثناء هذه الظروف القاسية نعيم بن مسعود الأشجعي، وهو من غطفان، وكان صديقاً لقريش واليهود، فقال: يا رسول الله إني قد أسلمت، وإن قومي لم يعلموا بإسلامي، فمرني بما شئت، فقال: أنت رجل واحد، وماذا عسى أن تفعل، ولكن اخذل عنا ما استطعت، فإن الحرب خدعة.


فذهب نعيم إلى قريظة، فلما رأوه أكرموه، فقال: تعرفون ودي لكم، وخاصة ما بيني وبينكم، وإني محدثكم حديثاً فاكتموه عني، قالو: نعم، قال: قد رأيتم ما وقع لبني قينقاع، والنضير، وقد ظاهرتم قريشاً وغطفان، وهم ليسوا مثلكم، فالبلد بلدكم، فيه أموالكم وأبناؤكم ونساؤكم، لا تقدرون أن تتحولوا منه إلى غيره، وأما بلدهم وأموالهم ونساؤهم فبعيدة، فهم إن أصابوا فرصة انتهزوها وإلا لحقوا ببلادهم، وتركوكم ومحمداً ينتقم منكم كيف يشاء، قالوا: فما العمل؟ قال: لا تقاتلوا معهم حتى يعطوكم رهائن. قالوا: لقد أشرت بالرأي.


ثم توجه نعيم إلى قريش واجتمع برؤسائهم، وقال: تعلمون ودي لكم ونصحي إليكم، قالوا: نعم. قال: فإني محدثكم حديثاً فاكتموه عني، قالوا: نفعل، قال: فإن يهود قد ندموا على نقضهم عهد محمد، وخافوا أن ترجعوا وتتركوهم معه، فراسلوه أنهم يأخذون منكم رهائن، ويدفعونها إليه، ثم يوالونه عليكم، فرضي بذلك، فاحذروهم، وإن سألوكم رهائن فلا تعطوهم، ثم ذهب إلى غطفان فقال لهم مثل ذلك.


وبهذا التدبير الحكيم تشككت النفوس وتشققت، وأرسل أبو سفيان وفداً إلى قريظة يدعوهم إلى القتال غداً، فقالوا، إن اليوم يوم السبت، ولم يصبنا ما أصابنا إلا من التعدي فيه، ثم إنا لا نقاتل معكم حتى تعطونا رهائن منكم، لكي لا تتركونا وتذهبوا إلى بلادكم، فقالت قريش وغطفان: صدقكم والله نعيم، وأرسلت قريش إلى اليهود تقول لهم: لا نرهنكم أحداً، واخرجوا للقتال. فقالوا صدقكم والله نعيم. فخارت عزائم الفريقين وتخاذلوا.


أما المسلمون فكانوا يدعون: "اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا"، وابتهل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى ربه – عز وجل -: "اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم".. فأرسل الله عليهم ريحا وجنوداً من الملائكة، فزلزلوهم وقذفوا في قلوبهم الرعب، وكفأت الريح قدورهم، وقلعت خيامهم، وضربهم البرد القارس حتى لم يقر لهم قرار، وبدءوا يتهيأون للرحيل.


وأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حذيفة - رضي الله عنه- إليهم، ليأتي بخبرهم، فذهب ودخل بينهم، ثم رجع، ولم يجد مس البرد، بل كأنه كان في حمام الذي يغتسلون فيه الماء الحميم أي الحار فلما رجع أخبر برحيل القوم ونام. فلما أصبح المسلمون رأوا ساحة القتال من جهة الكفار ليس فيها داع ولا مجيب، فقد {ورَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً[الأحزاب: ٢٥].


كانت بداية هذه الغزوة في شوال سنة ٥ه، ونهايتها بعد نحو شهر في ذي القعدة، وكانت أكبر محاولة قام بها أعداء الإسلام لضرب المدينة، وللقضاء عليه، وعلى الإسلام والمسلمين، ولكن الله خيبهم، ورد كيدهم في نحورهم، وكان فشلهم بمجموع هذه القوات يعني أن الطوائف الصغيرة والمتفرقة أولى أن لا تجترئ على التوجه إلى المدينة، وقد أخبر بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: الآن نغزوهم، لا يغزونا، نحن نسير إليهم.





Leave a comment

  Tip

  Tip

  Tip

  Tip