شرح السنة 146 149
ش 1
146وَإِذَاْ سَأَلَكَ أَحَدٌ عَنْ مَسْأَلَةٍ فِيْ هَذَا الكِتَاْبِ،
وَهُوَ مُسْتَرْشِدٌ فَكَلِّمْهُ وَأَرْشِدْهُ، وَإِذَاْ جَاْءَكَ يُنَاْظِرُكَ، فَاَحْذَرْهُ،
فَإِنَّ فِي المُنَاْظَرَةِ: وَاَلْمِرَاْءُ، وَاَلْجِدَاْلُ، وَاَلْمُغَاْلَبَةَ، وَاَلْخُصُوْمَةَ ،
وَاَلْغَضَبَ، وَقَدْ نُهِيَتْ عَنْ هَذَاْ جِدًّا،يُخْرِجَاْنِ جَمِيْعًا مِنْ طَرِيْقِ الحَقِّ،
وَلَمْ يَبْلُغْنَاْ عَنْ أَحَدٍ مِنْ فُقَهَاْئِنَاْ وَعُلَمَاْئِنَاْ أَنَّهُ نَاْظَرَ أَوْجَاْدَلَ أَوْ خَاْصَمَ.
147قَاْلَ الحَسَنُ: اَلْحَكِيْمُ لَاْيُمَاْرِيْ وَلَاْيُدَاْرِيْ،
حِكْمَتُهُ يَنْشُرُهَاْ،إِنْ قُبِلَتْ حَمِدَ اللهُ وَإِنْ رُدَّتْ حَمِدَ اللهُ.
وَجَاْءَ رَجُلٌ إِلَى اَلْحَسَنِ فَقَاْلَ لَهُ: أُنَاْظِرُكَ فِي اَلْذِّيْنِ؟ فَقَاْلَ الحَسَنُ:
أَنَاْ عَرَفْتُ دِيْنِيْ فَإِنْ ضَلَّ دِيْنُكَ فَادْهَبْ فَاطْلُبْهُ
وَسَمِعَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَمْ قَوْمًاعَلَى بَاْبِ حُجْرَتِهِ،
يَقُوْلُ أَحَدُهُمْ: أَلَمْ يَقُلِ اللهَ كَذَا؟ْ وَقَاْلَ الآخَرُ: أَلَمْ يَقُلِ اللهَ كَذَاْ؟
فَخَرَجَ مُغْضَبًا، فَقَاْلَ: ((أَبِهَذَاْ أُمِرْتُمْ؟ أَمْ بِهَذَاْ بُعِثْتُ إِلَيْكُمْ؟
أَنْ تَضْرِبُوْا كِتَاْبَ اللهِ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ؟)) فَنَهَى عَنِ الجِدَاْلِ..
وَكَاْنَ ابنُ عُمَرَ يَكْرَهُ عَنِ المُنَاْظَرَةِ، وَمَاْلِكُ بنُ أَنَسٍ،
وَمَنْ فَوْقَهُ، وَمَنْ دُوْنَهُ إِلَىْ يَوْمِنَاْ هَذَاْ، وَقَوْلُ:
اللهُ أَكْبَرُ مِنْ قَوْلِ الخَلْقِ، قَاْلَ اللهُ تَبَاْرَكَ وَتَعَاْلَى:
⟪مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّـهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا⟫.
وَسَأَلَ رَجُلٌ عُمَرُ فَقَاْلَ: مَا النَّاْشِطَاْتِ نَشْطًا؟ فَقَاْلَ:
لَوْكُنْتَ مَحْلُوْقًا لَضَرَبْتُ عُنُقَكَ.
وَقَاْلَ النَّبِيُّ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَمْ: ((اَلْمُؤْمِنُ لَاْيُمَاْرِيْ،
وَلَاْ أَشْفَعُ لِلْمُمَاْرِيْ يَوْمَ القِيَاْمَةِ، فَدَعُوْا المِرَاْءَ لِقِلَّهِ خَيْرِهِ)).
casharka q1aad waa inta kore.
148. وَلَاْ يَحِلُّ لِرَجُلٍ مُسْلِمٍ أَنْ يَقُوْلَ: فُلَاْنٌ صَاْحِبُ سُنَّةٍ
حَتَّيْ يَعْلَمَ مِنْهُ أَنَّهُ قَدِ اجْتَمِعَتْ فِيْهِ خِصَاْلُ السُّنَّةِ، لَاْيُقَاْلُ لَهُ:
صَاْحِبُ سُنَّةٍ حَتَّيْ يَجْتَمِعَ فِيْهِ السُّنَّةُ كُلُهَاْ.
وَقَاْلَ عَبْدُ اللهِ بنُ المُبَاْرَكِ أَصْلُ اثْنَيْنِ وَسَبْعِيْنَ هَوًى: أَرْبَعَةُ أَهْوَاْءٍ،
فَمَنْ هَذِهِ الأَرْبَعَةِ أَهْوَاْءِ انْشَعَبَتْ هَذِهِ الاثْنَاْنِ وَسَبْعُوْنَ هَوًى:
اَلْقَدَرِيَّةُ، وَاَلْمُرْجِئَةُ، وَاَلْشِّيْعَةُ، وَاَلْخَوَاْرِجُ.
فَمَنْ قَدَّمَ أَبَاْ بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَاْنَ وَعَلِيًّا عَلَىْ جَمِيْع أَصْحَاْبِ
رَسُوْلِ اللهِ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَمْ وَلَمْ يَتَكَلَّمْ فِي اَلْبَاْقِيْنَ إِلَّاْ بِخَيْرٍ،
وَدَعَاْ لَهُمْ، فَقَدْ خَرَجَ مِنَ التَّشَيُّعِ أَوَّلِهِ وَآخِرِهِ.
وَمَنْ قَاْلَ: الإِيْمَاْنُ قوْلٌ وَعَمَلٌ يَزِيْدُ وَيَنْقُصُ. فَقَدْ خَرَجَ
مِنَ الإِرْجَاْءِ كُلِّهِ أَوَّلِهِ وَآخِرِهِ.
وَمَنْ قَاْلَ: اَلْصَّلَاْةُ خَلْفَ كُلِّ بَرٍّ وَفَاْجِرٍ،
وَاَلْجِهَاْدُ مَعَ كُلِّ خَلَيْفَةٍ. وَلَمْ يَرَ الخُرُوْجَ عَلَى اَلْسُّلْطَاْنِ بِاَلْسَّيْفِ،
وَدَعَاْ لَهُمْ بِاَلْصَّلَاْحِ. فَقَدْ خَرَجَ مِنْ قَوْلِ الخَوَاْرِجِ أَوَّلِهِ وَآخِرِهِ.
وَمَنْ قَاْلَ: اَلْمَقَاْدِيْرُ كُلُّهَاْ مِنَ اللهِ خَيْرُهَاْ وَشَرُّهَاْ،
يُضِلُّ مَنْ يَشَاْءُ وَيَهْدِيْ مَنْ يَشَاْءُ. فَقَدْ خَرَجَ مِنْ قَوْلِ القَدَرِيَّةِ أَوَّلِهِ وَآخِرِهِ،
وَهُوَ صَاْحِبُ سُنَّةٍ.
149وَبِدْعَةٌ ظَهَرَتْ، هِيَ كُفْرٌ بِاللهِ العَظِيْمِ، وَمَنْ قَاْلَ بِهَاْ فَهُوَ كَاْفِرٌ،
لَاْ شَكَّ فِيْهِ: مَنْ يُؤْمِنُ بِاَلْرَّجْعَةِ، وَيَقُوْلُ: عَلِيٌّ بنُ أَبِيْ طَاْلِبٍ حَيُّ،
وَسَيَرْجِعُ قَبْلَ يَوْمَ القِيَاْمَةِ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ،
وَمُوْسَيْ بنُ جَعْفَرٍ، وَتَكَلَّمُوْا فِي اَلْإِمَاْمَةِ، وَأَنَّهُمْ يَعْلَمُوْنَ الْغَيْبَ
فَاحْذَرْهُمْ؛ فَإِنَّهُمْ كُفَّاْرٌ بِاَللهِ الْعَظِيْمِ، وَمَنْ قَاْلَ بِهَذَا الْقَوْلِ.
قَاْلَ طُعْمَةُ بنُ عَمْرٍو، وَسُفْيَاْنُ بنُ عُيَيْنَةَ: مَنْ وَقَفَ
عِنْدَ عُتْمَاْنَ وَعَلِيٍّ فَهُوَ شِيْعِيٍّ، لَاْ يُعَدَّلُ وَلَاْ يُكَلَّمُ وَلَاْ يُجَاْلَسُ.
وَمَنْ قَدَّمَ عَلِيًّا عَلَىْ عُثْمَاْنَ فَهُوَ رَاْفِضِيٌّ قَدْ رَفَضَ أَمْرَ أَصْحَاْبِ
رَسُوْلِ اللهِ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَمْ.
شرح السنة 146 149
ش