ღƸ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒكتاب رياض الصالحين من كلام سيد المرسلينღƸ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ
قَالِ : يا إِسْماعِيلُ إِنَّ اللَّه أَمرني بِأَمْرٍ ، قَال : فَاصْنِعْ مَا أَمركَ ربُّكَ ؟ قَال : وتُعِينُني ، قَال : وأُعِينُكَ ، قَالَ : فَإِنَّ اللَّه أَمرنِي أَنْ أَبْني بيْتاً ههُنَا ، وأَشَار إِلى أَكَمَةٍ مُرْتَفِعةٍ على ما حَوْلهَا فَعِنْد ذلك رَفَعَ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبيْتِ ، فَجَعَلَ إِسْماعِيل يأتي بِالحِجارَةِ ، وَإبْراهِيمُ يبْني حتَّى إِذا ارْتَفَعَ الْبِنَاءُ جَاءَ بِهَذا الحجرِ فَوضَعَهُ لَهُ فقامَ عَلَيْهِ ، وَهُو يبْني وإسْمَاعِيلُ يُنَاوِلُهُ الحِجَارَة وَهُما يقُولاَنِ : « ربَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ » .
وفي روايةٍ : إِنَّ إبْراهِيم خَرَج بِإِسْماعِيل وأُمِّ إسْمَاعِيل ، معَهُم شَنَّةٌ فِيهَا ماءٌ فَجَعلَتْ أُم إِسْماعِيلَ تَشْربُ مِنَ الشَّنَّةِ ، فَيَدِرُّ لَبنُهَا على صبِيِّهَا حَتَّى قَدِم مكَّةَ . فَوَضَعهَا تَحْتَ دَوْحةٍ ، ثُمَّ رَجَع إِبْراهيمُ إِلى أَهْلِهِ ، فاتَّبعَتْهُ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ حَتَّى لمَّا بلغُوا كَداءَ نادَتْه مِنْ ورائِــه : يَا إِبْرَاهيمُ إِلى منْ تَتْرُكُنَا ؟ قَالَ : إِلى اللَّهِ ، قَالَتْ : رضِيتُ بِاللَّهِ . فَرَجعتْ ، وَجعلَتْ تَشْرَبُ مِنَ الشَّنَّةِ ، وَيَدرُّ لَبَنُهَا عَلى صَبِيِّهَا حَتَّى لمَّا فَنى الماءُ قَالَتْ : لَوْ ذَهبْتُ ، فَنَظَرْتُ لعَلِّي أحِسُّ أَحَداً ، قَالَ : فَذَهَبَتْ فصعِدت الصَّفا . فَنَظَرتْ وَنَظَرَتْ هَلْ تُحِسُّ أَحداً ، فَلَمْ تُحِسَّ أحداً ، فَلَمَّا بلَغَتِ الْوادي ، سعتْ ، وأَتتِ المرْوةَ، وفَعلَتْ ذلكَ أَشْواطاً ، ثُمَّ قَالَتْ : لو ذهَبْتُ فنَظرْتُ ما فَعلَ الصَّبيُّ ، فَذَهَبتْ ونَظَرَتْ ، فإِذَا هُوَ على حَالهِ كأَنَّهُ يَنْشَغُ للمَوْتِ ، فَلَمْ تُقِرَّهَا نفْسُهَا . فَقَالَت : لَوْ ذَهَبْتُ ، فَنَظَرْتُ لعلي أَحِسُّ أَحداً ، فَذَهَبَتْ فصَعِدتِ الصَّفَا ، فَنَظَرتْ ونَظَرتْ ، فَلَمْ تُحِسُّ أَحَداً حتَّى أَتمَّتْ سَبْعاً ، ثُمَّ قَالَتْ : لَوْ ذَهَبْتُ ، فَنَظَرْتُ مَا فَعل . فَإِذا هِيَ بِصوْتٍ . فَقَالَتْ : أَغِثْ إِنْ كان عِنْدَكَ خيْرٌ فإِذا جِبْرِيلُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فقَال بِعَقِبهِ هَكَذَا ، وغمزَ بِعقِبه عَلى الأرْض ، فَانْبثَقَ الماءُ فَدَهِشَتْ أُمُّ إسْماعِيلَ فَجعلَتْ تَحْفِنُ وذكَرَ الحَدِيثَ بِطُولِهِ .رواه البخاري بهذِهِ الرواياتِ كلها .
« الدَّوْحةُ » : الشَّجرةُ الْكَبِيرةُ . قولهُ : « قَفي » أَيْ : ولَّى . « وَالجَرِيُّ » : الرسول. « وَأَلَفي » معناه : وجَد . قَوْلُهُ : « يَنْشَغُ » أَيْ : يَشْهقُ .
1868- وعنْ سعِيدِ بْنِ زيْدٍ رضِي اللَّه عنْهُ قَال : سمِعتُ رسول اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقُولُ : «الْكَمأَةُ مِنَ المنِّ ، وماؤُهَا شِفَاءٌ للْعَينِ » متفقٌ عليه .
371- باب الاستغفار
قال اللَّه تعالى: { واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات}
وقال تعالى: { واستغفر اللَّه إن اللَّه كان غفوراً رحيماً }
وقال تعالى: { فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً }
وقال تعالى: { للذين اتقوا عند ربهم جنات } إلى قوله عز وجل { والمستغفرين بالأسحار }
وقال تعالى: { ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر اللَّه يجد اللَّه غفوراً رحيماً }
وقال تعالى: { وما كان اللَّه ليعذبهم وأنت فيهم، وما كان اللَّه معذبهم وهم يستغفرون }
وقال تعالى: { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا اللَّه فاستغفروا لذنوبهم، ومن يغفر الذنوب إلا اللَّه ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون }
والآيات في الباب كثيرة معلومة.
1869 وَعن الأَغَرِّ المُزَنيِّ رضِي اللَّه عنْهُ أَنَّ رسُول اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَالَ : « إِنَّهُ لَيُغَانُ على قَلْبي ، وَإِني لأَسْتغْفِرُ اللَّه في الْيوْمِ مِئَةَ مرَّةٍ » رواهُ مُسلِم .
1870- وعنْ أَبي هُريْرة رضِي اللَّه عنْهُ قَال : سمِعْتُ رسُول اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقُولُ : « واللَّهِ إِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللَّه وأَتُوبُ إِلَيْهِ في الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سبْعِينَ مَرَّةً » رواه البخاري .
1871- وعنْهُ رَضِي اللَّه عنْهُ قَال : قَال رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « والَّذي نَفْسِي بِيدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا ، لَذَهَب اللَّه تَعَالى بِكُمْ ، ولجاءَ بقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّه تَعالى فَيغْفِرُ لهمْ » رواه مسلم .
1872- وعَنِ ابْنِ عُمر رضِي اللَّه عَنْهُما قَال : كُنَّا نَعُدُّ لِرَسُول اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم في المجلِس الْواحِدِ مائَةَ مرَّةٍ : « ربِّ اغْفِرْ لي ، وتُبْ عليَ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوابُ الرَّحِيمُ » رواه أبو داود ، والترمذي ، وقال : حديث صحيح .
1873- وعنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضِي اللَّه عنْهُما قَال : قالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « منْ لَزِم الاسْتِغْفَار ، جعل اللَّه لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مخْرجاً ، ومنْ كُلِّ هَمٍّ فَرجاً ، وَرَزَقَهُ مِنْ حيْثُ لا يَحْتَسِبُ » رواه أبو داود .
1874- وعنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضِي اللَّه عنْهُ قال : قال رسُولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « منْ قال : أَسْتَغْفِرُ اللَّه الذي لا إِلَهَ إِلاَّ هُو الحيَّ الْقَيُّومَ وأَتُوبُ إِلَيهِ ، غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ وإِنْ كَانَ قَدْ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ » رواه أبو داود والترمذي والحاكِمُ ، وقال : حدِيثٌ صحيحٌ على شَرْطِ البُخَارِيِّ ومُسلمٍ .
1875- وعنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي اللَّه عنْهُ عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ . منْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا ، فَمـاتَ مِنْ يوْمِهِ قَبْل أَنْ يُمْسِيَ ، فَهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ ، ومَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وهُو مُوقِنٌ بها فَمَاتَ قَبل أَنْ يُصْبِح ، فهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ » رواه البخاري .
« أَبُوءُ » : بباءٍ مضْمومةٍ ثُمَّ واوٍ وهمزَةٍ مضمومة ، ومَعْنَاهُ : أَقِرُّ وَأَعترِفُ .
1876- وعنْ ثوْبانَ رضِي اللَّه عنْهُ قَال : كَانَ رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم إِذا انْصرفَ مِنْ صلاتِهِ، استَغْفَر اللَّه ثَلاثاً وقَالَ : « اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ ، ومِنْكَ السَّلامُ ، تَباركْتَ ياذَا الجلالِ والإِكْرامِ » قيلَ لِلأوزاعِيِّ وهُوَ أَحدُ رُوَاتِهِ : كَيْفَ الاسْتِغْفَارُ ؟ قَال : يقُولُ : أَسْتَغْفِرُ اللَّه ، أَسْتَغْفِرُ اللَّه . رواه مسلم .
Kitaabka Riyaadu-Saalixiin*Baababka-370-371*Xadiith-1867 Ilaa 1876*Sh.Xassan Ibraahim Xafidahullaah
ღƸ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒكتاب رياض الصالحين من كلام سيد المرسلينღƸ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ