Tafsiirkeenii سورة الأنعام 82,,90, تيسير الكريم الرحمن فى تفسير كلام المنان Sh.Xanaafi Xafidahullaah

1
Tuesday June 02, 2015 - 04:58:25 in Wararka by
  • Visits: 2577
  • (Rating 5.0/5 Stars) Total Votes: 6
  • 7 0
  • Share via Social Media

    Tafsiirkeenii سورة الأنعام 82,,90, تيسير الكريم الرحمن فى تفسير كلام المنان Sh.Xanaafi Xafidahullaah

    ✽تفسير السعدي = تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ✽

    Share on Twitter Share on facebook Share on Digg Share on Stumbleupon Share on Delicious Share on Google Plus

✽تفسير السعدي = تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ✽

قال الله تعالى فاصلا بين الفريقين ‏{‏الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا‏}‏ أي‏:‏ يخلطوا ‏{‏إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ‏} الأمن من المخاوفِ والعذاب والشقاء، والهدايةُ إلى الصراط المستقيم، فإن كانوا لم يلبسوا إيمانهم بظلم مطلقًا، لا بشرك، ولا بمعاص، حصل لهم الأمن التام، والهداية التامة‏.‏ وإن كانوا لم يلبسوا إيمانهم بالشرك وحده، ولكنهم يعملون السيئات، حصل لهم أصل الهداية، وأصل الأمن، وإن لم يحصل لهم كمالها‏.‏ ومفهوم الآية الكريمة، أن الذين لم يحصل لهم الأمران، لم يحصل لهم هداية، ولا أمن، بل حظهم الضلال والشقاء‏.‏

ولما حكم لإبراهيم عليه السلام، بما بين به من البراهين القاطعة قال‏:‏ ‏{‏وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ‏}‏ أي‏:‏ علا بها عليهم، وفلجهم بها‏.‏

{‏نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ‏}‏ كما رفعنا درجات إبراهيم عليه السلام في الدنيا والآخرة، فإن العلم يرفع الله به صاحبه فوق العباد درجات‏.‏ خصوصًا العالم العامل المعلم، فإنه يجعله الله إماما للناس، بحسب حاله ترمق أفعاله، وتقتفى آثاره، ويستضاء بنوره، ويمشى بعلمه في ظلمة ديجوره‏.‏

قال تعالى {‏يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ‏}

{‏إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ‏} فلا يضع العلم والحكمة، إلا في المحل اللائق بها، وهو أعلم بذلك المحل، وبما ينبغي له‏.‏

 

[‏84 ـ 90‏]‏ ‏{‏وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ * وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ‏}

لما ذكر الله تعالى عبده وخليله، إبراهيم عليه السلام، وذكر ما مَنَّ الله عليه به، من العلم والدعوة، والصبر، ذكر ما أكرمه الله به من الذرية الصالحة، والنسل الطيب‏.‏ وأن الله جعل صفوة الخلق من نسله، وأعظم بهذه المنقبة والكرامة الجسيمة، التي لا يدرك لها نظير فقال‏:‏ {‏وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ‏}‏ ابنه، الذي هو إسرائيل، أبو الشعب الذي فضله الله على العالمين‏.‏

‏{‏كُلًّا‏}‏ منهما ‏{‏هَدَيْنَا‏}‏ الصراط المستقيم، في علمه وعمله‏.‏

{‏وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ‏}‏ وهدايته من أنواع الهدايات الخاصة التي لم تحصل إلا لأفراد من العالم؛ وهم أولو العزم من الرسل، الذي هو أحدهم‏.‏

‏{‏وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ‏}‏ يحتمل أن الضمير عائد إلى نوح، لأنه أقرب مذكور، ولأن الله ذكر مع من ذكر لوطا، وهو من ذرية نوح، لا من ذرية إبراهيم لأنه ابن أخيه‏.‏

ويحتمل أن الضمير يعود إلى إبراهيم لأن السياق في مدحه والثناء عليه، ولوط ـ وإن لم يكن من ذريته ـ فإنه ممن آمن على يده، فكان منقبة الخليل وفضيلته بذلك، أبلغ من كونه مجرد ابن له‏.‏

‏{‏دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ‏}‏ بن داود ‏{‏وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ‏}‏ بن يعقوب‏.‏ ‏{‏وَمُوسَى وَهَارُونَ‏}‏ ابني عمران، ‏{‏وَكَذَلِكَ‏}‏ كما أصلحنا ذرية إبراهيم الخليل، لأنه أحسن في عبادة ربه، وأحسن في نفع الخلق ‏{‏كذلك نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ‏}‏ بأن نجعل لهم من الثناء الصدق، والذرية الصالحة، بحسب إحسانهم‏.‏

‏{‏وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى‏}‏ ابنه ‏{‏وَعِيسَى‏}‏ ابن مريم‏.‏ ‏{‏وَإِلْيَاسَ كُلٌّ‏}‏ هؤلاء ‏{‏مِنَ الصَّالِحِينَ‏}‏ في أخلاقهم وأعمالهم وعلومهم، بل هم سادة الصالحين وقادتهم وأئمتهم‏.‏

‏{‏وَإِسْمَاعِيلَ‏}‏ بن إبراهيم أبو الشعب الذي هو أفضل الشعوب، وهو الشعب العربي، ووالد سيد ولد آدم، محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏.‏ ‏{‏وَيُونُسَ‏}‏ بن متى ‏{‏وَلُوطًا‏}‏ بن هاران، أخي إبراهيم‏.‏ ‏{‏وَكُلَا‏}‏ من هؤلاء الأنبياء والمرسلين ‏{‏فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ‏}‏ لأن درجات الفضائل أربع - وهي التي ذكرها الله بقوله‏:‏ ‏{‏وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ‏}‏ فهؤلاء من الدرجة العليا، بل هم أفضل الرسل على الإطلاق، فالرسل الذين قصهم الله في كتابه، أفضل ممن لم يقص علينا نبأهم بلا شك‏.‏

‏{‏وَمِنْ آبَائِهِمْ‏}‏ أي‏:‏ آباء هؤلاء المذكورين ‏{‏وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ‏}‏ أي‏:‏ وهدينا من آباء هؤلاء وذرياتهم وإخوانهم‏.‏ ‏{‏وَاجْتَبَيْنَاهُمْ‏}‏ أي‏:‏ اخترناهم ‏{‏وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ‏}

‏{‏ذَلِكَ‏}‏ الهدى المذكور ‏{‏هُدَى اللَّهِ‏}‏ الذي لا هدى إلا هداه‏.‏ ‏{‏يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ‏}‏ فاطلبوا منه الهدى فإنه إن لم يهدكم فلا هادي لكم غيره، وممن شاء هدايته هؤلاء المذكورون‏.‏ ‏{‏وَلَوْ أَشْرَكُوا‏}‏ على الفرض والتقدير ‏{‏لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ‏}‏ فإن الشرك محبط للعمل، موجب للخلود في النار‏.‏ فإذا كان هؤلاء الصفوة الأخيار، لو أشركوا ـ وحاشاهم ـ لحبطت أعمالهم فغيرهم أولى‏.‏

‏{‏أُولَئِكَ‏}‏ المذكورون ‏{‏الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ‏}‏ أي‏:‏ امش ـ أيها الرسول الكريم ـ خلف هؤلاء الأنبياء الأخيار، واتبع ملتهم وقد امتثل ـ صلى الله عليه وسلم ـ فاهتدى بهدي الرسل قبله، وجمع كل كمال فيهم‏.‏ فاجتمعت لديه فضائل وخصائص، فاق بها جميع العالمين، وكان سيد المرسلين، وإمام المتقين، صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين، وبهذا الملحظ، استدل بهذه من استدل من الصحابة، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أفضل الرسل كلهم‏.‏

‏{‏قُلْ‏}‏ للذين أعرضوا عن دعوتك‏:‏ ‏{‏لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا‏}‏ أي‏:‏ لا أطلب منكم مغرما ومالا، جزاء عن إبلاغي إياكم، ودعوتي لكم فيكون من أسباب امتناعكم، إن أجري إلا على الله‏.‏

{‏إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ‏}‏ يتذكرون به ما ينفعهم، فيفعلونه، وما يضرهم، فيذرونه، ويتذكرون به معرفة ربهم بأسمائه وأوصافه‏.‏ ويتذكرون به الأخلاق الحميدة، والطرق الموصلة إليها، والأخلاق الرذيلة، والطرق المفضية إليها، فإذا كان ذكرى للعالمين، كان أعظم نعمة أنعم الله بها عليهم، فعليهم قبولها والشكر عليها‏.‏



Leave a comment

  Tip

  Tip

  Tip

  Tip