Tafsiirkeenii سورة الأنعام 44,,36,تفسير السعدى ,Li Sh.Xanaafi Xaaji Xafidahullaah

0
Monday May 25, 2015 - 07:11:53 in Wararka by
  • Visits: 1969
  • (Rating 5.0/5 Stars) Total Votes: 4
  • 4 0
  • Share via Social Media

    Tafsiirkeenii سورة الأنعام 44,,36,تفسير السعدى ,Li Sh.Xanaafi Xaaji Xafidahullaah

    (✽•تفسير السعدي = تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ✽•)

    Share on Twitter Share on facebook Share on Digg Share on Stumbleupon Share on Delicious Share on Google Plus

(✽•تفسير السعدي = تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ✽•)
تفسير السعدي

‏[‏36، 37‏]‏ ‏{‏إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ * وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}

يقول تعالى لنبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏:‏ ‏{‏إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ‏}‏ لدعوتك، ويلبي رسالتك، وينقاد لأمرك ونهيك ‏{‏الَّذِينَ يَسْمَعُونَ‏}‏ بقلوبهم ما ينفعهم، وهم أولو الألباب والأسماع‏.‏

والمراد بالسماع هنا‏:‏ سماع القلب والاستجابة، وإلا فمجرد سماع الأذن، يشترك فيه البر والفاجر‏.‏ فكل المكلفين قد قامت عليهم حجة الله تعالى، باستماع آياته، فلم يبق لهم عذر، في عدم القبول‏.‏

{‏وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ‏}‏ يحتمل أن المعنى، مقابل للمعنى المذكور‏.‏ أي‏:‏ إنما يستجيب لك أحياء القلوب، وأما أموات القلوب، الذين لا يشعرون بسعادتهم، ولا يحسون بما ينجيهم، فإنهم لا يستجيبون لك، ولا ينقادون، وموعدهم القيامة، يبعثهم الله ثم إليه يرجعون، ويحتمل أن المراد بالآية، على ظاهرها، وأن الله تعالى يقرر المعاد، وأنه سيبعث الأموات يوم القيامة ثم ينبئهم بما كانوا يعملون‏.‏

ويكون هذا، متضمنا للترغيب في الاستجابة لله ورسوله، والترهيب من عدم ذلك‏.‏

‏{‏وَقَالُوا‏}‏ أي‏:‏ المكذبون بالرسول، تعنتا وعنادا‏:‏ ‏{‏لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ‏}‏ يعنون بذلك آيات الاقتراح، التي يقترحونها بعقولهم الفاسدة وآرائهم الكاسدة‏.‏

كقولهم‏:‏ ‏{وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا * أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا *أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا‏}‏ الآيات‏.‏

‏{‏قُلْ‏}‏ مجيبًا لقولهم‏:‏ ‏{‏إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً‏}‏ فليس في قدرته قصور عن ذلك، كيف، وجميع الأشياء منقادة لعزته، مذعنة لسلطانه‏؟‏‏!‏

ولكن أكثر الناس لا يعلمون فهم لجهلهم وعدم علمهم يطلبون ما هو شر لهم من الآيات، التي لو جاءتهم، فلم يؤمنوا بها لعوجلوا بالعقاب، كما هي سنة الله، التي لا تبديل لها، ومع هذا، فإن كان قصدهم الآيات التي تبين لهم الحق، وتوضح السبيل، فقد أتى محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ بكل آية قاطعة، وحجة ساطعة، دالة على ما جاء به من الحق، بحيث يتمكن العبد في كل مسألة من مسائل الدين، أن يجد فيما جاء به عدة أدلة عقلية ونقلية، بحيث لا تبقي في القلوب أدنى شك وارتياب، فتبارك الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق، وأيده بالآيات البينات ليهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حي عن بينة، وإن الله لسميع عليم‏.‏ 

[‏38‏]‏{‏وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ‏}

أي‏:‏ جميع الحيوانات، الأرضية والهوائية، من البهائم والوحوش والطيور، كلها أمم أمثالكم خلقناها‏.‏ كما خلقناكم، ورزقناها كما رزقناكم، ونفذت فيها مشيئتنا وقدرتنا، كما كانت نافذة فيكم‏.‏

{‏مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ‏}‏ أي‏:‏ ما أهملنا ولا أغفلنا، في اللوح المحفوظ شيئًا من الأشياء، بل جميع الأشياء، صغيرها وكبيرها، مثبتة في اللوح المحفوظ، على ما هي عليه، فتقع جميع الحوادث طبق ما جرى به القلم‏.‏

وفي هذه الآية، دليل على أن الكتاب الأول، قد حوى جميع الكائنات، وهذا أحد مراتب القضاء والقدر، فإنها أربع مراتب‏:‏ علم الله الشامل لجميع الأشياء، وكتابه المحيط بجميع الموجودات، ومشيئته وقدرته النافذة العامة لكل شيء، وخلقه لجميع المخلوقات، حتى أفعال العباد‏.‏

ويحتمل أن المراد بالكتاب، هذا القرآن، وأن المعنى كالمعنى في قوله تعالى ‏{‏وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ‏}

وقوله ‏{‏ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ‏}‏ أي‏:‏ جميع الأمم تحشر وتجمع إلى الله في موقف القيامة، في ذلك الموقف العظيم الهائل، فيجازيهم بعدله وإحسانه، ويمضي عليهم حكمه الذي يحمده عليه الأولون والآخرون، أهل السماء وأهل الأرض‏.‏

‏[‏39‏]‏ ‏{‏وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}

هذا بيان لحال المكذبين بآيات الله، المكذبين لرسله، أنهم قد سدوا على أنفسهم باب الهدى، وفتحوا باب الردى، وأنهم ‏{‏صُمٌّ‏}‏ عن سماع الحق ‏{‏وَبُكْمٌ‏}‏ عن النطق به، فلا ينطقون إلا بباطل ‏.‏

‏{‏فِي الظُّلُمَاتِ‏}‏ أي‏:‏ منغمسون في ظلمات الجهل، والكفر، والظلم، والعناد، والمعاصي‏.‏ وهذا من إضلال الله إياهم، فـ ‏{‏مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ‏}‏ لأنه المنفرد بالهداية والإضلال، بحسب ما اقتضاه فضله وحكمته‏.‏

[‏40، 41‏]‏ {‏قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ‏}

يقول تعالى لرسوله‏:‏ ‏{‏قُلْ‏}‏ للمشركين بالله، العادلين به غيره‏:‏ ‏{‏أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ‏}‏ أي‏:‏ إذا حصلت هذه المشقات، وهذه الكروب، التي يضطر إلى دفعها، هل تدعون آلهتكم وأصنامكم، أم تدعون ربكم الملك الحق المبين‏.‏

{‏بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ‏}‏ فإذا كانت هذه حالكم مع أندادكم عند الشدائد، تنسونهم، لعلمكم أنهم لا يملكون لكم ضرًا ولا نفعًا، ولا موتًا، ولا حياة، ولا نشورًا‏.‏

وتخلصون لله الدعاء، لعلمكم أنه هو النافع الضار، المجيب لدعوة المضطر، فما بالكم في الرخاء تشركون به، وتجعلون له شركاء‏؟‏‏.‏ هل دلكم على ذلك، عقل أو نقل، أم عندكم من سلطان بهذا‏؟‏ بل تفترون على الله الكذب‏؟‏

[‏42 ـ 44‏]‏{‏وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ *‏}

يقول تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ‏}‏ من الأمم السالفين، والقرون المتقدمين، فكذبوا رسلنا، وجحدوا بآياتنا‏.‏ ‏{‏فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ‏}‏ أي‏:‏ بالفقر والمرض والآفات، والمصائب، رحمة منا بهم‏.‏ ‏{‏لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ‏}‏ إلينا، ويلجأون عند الشدة إلينا‏.‏

{‏فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ‏}‏ أي‏:‏ استحجرت فلا تلين للحق‏.‏ ‏{‏وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ‏}‏ فظنوا أن ما هم عليه دين الحق، فتمتعوا في باطلهم برهة من الزمان، ولعب بعقولهم الشيطان‏.‏

{فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ‏}‏ من الدنيا ولذاتها وغفلاتها‏.‏ ‏{‏حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ‏}‏ أي‏:‏ آيسون من كل خير، وهذا أشد ما يكون من العذاب، أن يؤخذوا على غرة، وغفلة وطمأنينة، ليكون أشد لعقوبتهم، وأعظم لمصيبتهم‏.‏





Leave a comment

  Tip

  Tip

  Tip

  Tip