ღƸ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒكتاب رياض الصالحين من كلام سيد المرسلينღƸ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ
170- باب ما يقوله إذا ركب الدابة للسفرِ
قال اللَّه تعالى: { وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون. لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه، وتقولوا: سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون}.
972- وعن ابنِ عمر رَضِيَ اللَّه عنهما ، أَنَّ رسولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم كانَ إِذا اسْتَوَى عَلَى بعِيرهِ خَارجاً إِلي سفَرٍ ، كَبَّرَ ثلاثاً ، ثُمَّ قالَ : «سبْحانَ الذي سخَّرَ لَنَا هذا وما كنَّا له مُقرنينَ، وَإِنَّا إِلى ربِّنَا لمُنقَلِبُونَ . اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ في سَفَرِنَا هذا البرَّ والتَّقوى ، ومِنَ العَمَلِ ما تَرْضى . اللَّهُمَّ هَوِّنْ علَيْنا سفَرَنَا هذا وَاطْوِ عنَّا بُعْدَهُ ، اللَّهُمَّ أَنتَ الصَّاحِبُ في السَّفَرِ ، وَالخَلِيفَةُ في الأهْلِ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وعْثَاءِ السَّفَرِ ، وكآبةِ المنظَرِ ، وَسُوءِ المنْقلَبِ في المالِ والأهلِ وَالوَلدِ » وإِذا رجَعَ قَالهُنَّ وزاد فيِهنَّ : « آيِبونَ تَائِبونَ عَابِدُون لِرَبِّنَا حَامِدُونَ » رواه مسلم .
معنى « مُقرِنِينَ » : مُطِيقِينَ .« والوَعْثاءُ » بفتحِ الواوِ وإسكان العين المهملة وبالثاءِ المثلثة وبالمد ، وَهي : الشِّدَّة . و « الكآبة » بِالمدِّ ، وهي : تَغَيُّرُ النَّفس مِنْ حُزنٍ ونحوه. « وَالمنقَلَبُ » : المرْجِعُ .
973- وعن عبد اللَّه بن سرْجِس رضي اللَّه عنه قال : كان رسول اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم إِذا سافر يَتَعوَّذ مِن وعْثاءِ السفـَرِ ، وكآبةِ المُنْقَلَبِ ، والحوْرِ بعْد الكَوْنِ ، ودعْوةِ المظْلُومِ . وسوءِ المنْظَر في الأهْلِ والمَال . رواه مسلم .
هكذا هو في صحيح مسلم : الحوْرِ بعْدَ الكوْنِ ، بالنون ، وكذا رواه الترمذي ، والنسائي ، قال الترمذي : ويروي « الكوْرُ » بِالراءِ ، وكِلاهُما لهُ وجْهٌ . قال العلماءُ : ومعناه بالنونِ والراءِ جميعاً : الرُّجُوعُ مِن الاسْتقامَةِ أَوِ الزِّيادة إِلى النَّقْصِ . قالوا : وروايةُ الرَّاءِ مأْخُوذَةٌ مِنْ تكْوِير العِمامةِ ، وهُوَ لَفُّهَا وجمْعُها ، وروايةُ النون مِنَ الكَوْن ، مصْدَرُ «كانَ يكُونُ كَوناً » إذا وُجد واسْتَقرَّ .
974- وعن علِيِّ بن ربيعة قال : شَهدْتُ عليَّ بن أبي طالب رَضي اللَّه عنهُ أُتِيَ بِدابَّةٍ لِيَرْكَبَهَا ، فَلما وضَع رِجْلَهُ في الرِّكابِ قال : بِسْم اللَّهِ ، فلَمَّا اسْتَوَى على ظَهْرها قال : الحْمدُ للَّهِ الذي سَخَّرَ لَنَا هذا ، وما كُنَّا لَهُ مُقْرنينَ ، وإنَّا إلى ربِّنَا لمُنْقلِبُونَ ، ثُمَّ قال : الحمْدُ للَّهِ ثَلاثَ مرَّاتٍ ، ثُمَّ قال : اللَّه أَكْبرُ ثَلاثَ مرَّاتٍ ، ثُمَّ قال : سُبْحانَكَ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لي إِنَّه لا يغْفِرُ الذُّنُوب إِلاَّ أَنْتَ ، ثُمَّ ضحِك ، فَقِيل : يا أمِير المُؤْمِنينَ ، مِنْ أَيِّ شَيءٍ ضَحِكْتَ ؟ قال : رأَيتُ النبيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فَعل كَما فعلْتُ ، ثُمَّ ضَحِكَ فقلتُ : يا رسول اللَّهِ مِنْ أَيِّ شَيء ضحكْتَ ؟ قال : « إِنَّ رَبَّك سُبْحانَهُ يَعْجب مِنْ عَبْده إذا قال : اغْفِرِ لي ذنُوبي، يَعْلَمُ أَنَّهُ لا يغْفِرُ الذَّنُوبَ غَيْرِي » . رواه أبو داود ، والترمذي وقال : حديثٌ حسنٌ، وفي بعض النسخ : حسنٌ صحيحٌ . وهذا لفظ أَبي داود .
171- باب تكبير المسافر إذا صعد الثنايا وشبهها
وتسبيحه إذا هبط الأودية ونحوها والنهي عن المبالغة برفع الصوت بالتكبير ونحوه
975- عن جابرٍ رضي اللَّه عنهُ قال : كُنَّا إِذا صعِدْنَا كَبَّرْنَا ، وإِذا نَزَلْنَا سبَّحْنا . رواه البخاري .
976- وعن ابن عُمر رضي اللَّه عنهما قال : كانَ النبيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وجيُوشُهُ إِذا علَوُا الثَّنَايَا كَبَّرُوا ، وَإذا هَبطُوا سَبَّحوا . رواه أبو داود بإسناد صحيح .
977- وعنهُ قال : كانَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم إذا قَفَل مِنَ الحجِّ أَو العُمْرَةِ كُلَّما أَوْفى عَلى ثَنِيَّةٍ أَوْ فَدْفَد كَبَّر ثَلاثاً ، ثُمَّ قال : « لا إله إلاَّ اللَّه وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ المُلْك ولَهُ الحمْدُ ، وَهُو على كلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ . آيِبُونَ تَائِبُونَ عابِدُونَ ساجِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ . صدقَ اللَّه وَعْدهُ، وَنَصر عبْده ، وَهَزَمَ الأَحزَابَ وحْدَه » متفقٌ عليه .
وفي روايةٍ لمسلم : إِذا قَفَل مِنَ الجيُوشِ أو السَّرَايا أَو الحجِّ أو العُمْرةِ .
قوْلهُ : « أَوْفَى » أَي : ارْتَفَعَ ، وقولهُ : « فَدْفَد » هو بفتح الفاءَين بينهما دالٌ مهملةٌ ساكِنَةٌ ، وآخِرُهُ دال أُخرى وهو : « الغَليظُ المُرْتَفِع مِنَ الأرْض » .
978- وعن أَبي هُريرةَ رضي اللَّهُ عنهُ أَنَّ رجلاً قال : يا رسول اللَّه ، إني أُرِيدُ أَن أُسافِر فَأَوْصِنِي ، قال : « عَلَيْكَ بِتقوى اللَّهِ ، وَالتَّكبير عَلى كلِّ شَرفٍ فَلَمَّا ولَّي الرجُلُ قال: «اللَّهمَّ اطْوِ لهُ البُعْدَ ، وَهَوِّنْ عَليهِ السَّفر » رواه الترمذي وقال : حديث حسن .
979- وعن أَبي موسى الأَشعَريِّ رضي اللَّه عنه قال : كنَّا مَع النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم في سَفَرٍ ، فكنَّا إذا أَشرَفْنَا على وادٍ هَلَّلنَا وكَبَّرْنَا وَارْتَفَعتْ أَصوَاتنا فقالَ النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « يا أَيُّهَا الناس ارْبَعُوا عَلى أَنْفُسِكم فَإنَّكم لا تَدعونَ أَصَمَّ وَلا غَائِباً . إنَّهُ مَعكُمْ ، إنَّهُ سَمِيعٌ قَريبٌ » متفقٌ عليه .
« ارْبعُوا » بفتحِ الباءِ الموحدةِ أَيْ : ارْفقوا بأَنْفُسِكم .
172- باب استحباب الدعاء في السفر
980- عن أَبي هُرَيْرَةَ رَضيَ اللهُ عنهُ قالَ : قالَ : رسولُ الله صلى الله عليه وسلم :(( ثَلاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتجَابَاتٌ لا شَكَّ فِيهنَّ : دَعْوَةُ المَظلومِ ، وَدَعْوَةُ المسَافِرِ ، وَدَعْوَةُ المسَافِرِ ، وَدَعْوَةُ الوَالِدِ عَلى وَلدِهِ)) رواه أبو داود والترمذي وقال : حديث حسن . وليس في رواية أَبي داود : (( على ولِدِه)).
173- باب ما يدعو به إذا خاف ناساً أو غيرهم
981- عن أَبي موسى الأشعرِيِّ رَضي اللَّه عنهُ أَنَّ رسول اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم كانَ إذا خَافَ قَوماً قال : « اللَّهُمَّ إِنَّا نجعلُكَ في نحورِهِمْ ، ونعُوذُ بِك مِنْ شرُوِرِهمْ » رواه أبو داود ، والنسائي بإسناد صحيح .
174- باب ما يقول إذا نزل منزلاً
982- عن خَولَة بنتِ حكيمٍ رَضي اللَّهُ عنها قالتْ : سمعْتُ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقولُ : «مَنْ نَزلَ مَنزِلاً ثُمَّ قال : أَعُوذُ بِكَلِمات اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ، لَمْ يضرَّه شَيْءٌ حتَّى يرْتَحِل مِنْ منزِلِهِ ذلكَ » رواه مسلم .
983- وعن ابن عمرو رَضي اللَّه عنهمَا قال : كانَ رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم إذا سَافَرَ فَأَقبَلَ اللَّيْلُ قال : يَا أَرْضُ ربِّي وَربُّكِ اللَّه ، أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شرِّكِ وشَرِّ ما فِيكِ ،وشر ماخُلقَ فيكِ ، وشَرِّ ما يدِبُّ عليكِ ، وأَعوذ باللَّهِ مِنْ شَرِّ أَسدٍ وَأَسْودٍ ، ومِنَ الحيَّةِ والعقربِ ، وَمِنْ سَاكِنِ البلَدِ، ومِنْ والِدٍ وما وَلَد » رواه أبو داود .
« والأَسودُ » الشَّخص ، قال الخَطَّابي : « وسَاكِن البلدِ » : هُمُ الجنُّ الَّذِينَ همْ سُكَّان الأرْضِ . قال : والبلد مِنَ الأَرْضِ مَا كان مأْوى الحَيوَانِ وإنْ لَمْ يَكنْ فِيهِ بِنَاء وَمَنازلُ قال : ويحتَمِلُ أَنَّ المراد « بِالوالِدِ » : إِبلِيسُ « وما ولد » : الشَّيَاطِينُ .
175- باب استحباب تعجيل المسافر
الرجوع إلى أهله إذا قضى حاجته
984- عن أَبي هُرَيْرَةَ رضيَ اللَّه عنهُ أَنَّ رسول اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « السَّفَرُ قِطْعةٌ مِن العذَابِ ، يمْنَعُ أَحدَكم طَعامَهُ ، وشَرَابَهُ وَنَوْمَهُ ، فإذا قَضَى أَحَدُكُمْ نَهْمَتَهُ مِنْ سَفَرِهِ ، فَلْيُعَجِّل إلى أَهْلِهِ » متفقٌ عليه . « نَهْمَتهُ » : مَقْصُودهُ .
176- باب استحباب القدوم على أهله نهاراً
وكراهته في الليل لغير حاجة
985- عن جابرٍ رضي اللَّه عنهُ أَنَّ رسولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « إذا أَطالَ أَحدُكمْ الغَيْبةَ فَلا يطْرُقنَّ أَهْلَهُ لَيْلاً » .
وفي روايةٍ أَنَّ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم نَهى أَنْ يطْرُقَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ لَيْلاً . متفقٌ عليه .
986- وعن أنسٍ رضي اللَّه عنهُ قال : كانَ رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وسلَّمَ لا يطرُقُ أَهْلَهُ لَيْلاً ، وكان يَأْتِيهمْ غُدْوةً أَوْ عشِيَّةً . متفقٌ عليه .
« الطُّرُوقُ » : المَجِيءُ في اللَّيْلِ .
177- باب ما يقوله إذا رجع وإذا رأى بلدته
987- وعن أَنسٍ رَضي اللَّهُ عنهُ قال : أَقْبَلْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، حَتَّى إذا كُنَّا بِظَهْرِ المَدِينَةِ قال : « آيِبُونَ ، تَائِبُونَ ، عَابِدونَ ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ » فلمْ يزلْ يقولُ ذلك حتَّى قَدِمْنَا المدينةَ» رواه مسلم .
178- باب استحباب ابتداء القادم بالمسجد
الذي في جواره وصلاته فيه ركعتين
988- عن كعب بنِ مالكٍ رضي اللَّه عنهُ أَن رسولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم كانَ إذا قَدِمَ مِنْ سَفرٍ بَدأَ بالمَسْجِدِ فَركع فِيهِ رَكْعتَيْنِ . متفقٌ عليه .
179- باب تحريم سفر المرأة وحدها
989- عن أَبي هُرَيرَةَ رضي اللَّه عنهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « لا يَحِلُّ لامْرَأَة تُؤْمِنُ باللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ تُسَافِرُ مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ إلاَّ مَعَ ذِي محْرمٍ عليْهَا » متفقٌ عليه .
990- وعن ابنِ عباسٍ رضي اللَّه عنهما أنه سمع النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقولُ :« لا يخلُونَّ رَجُلٌ بامْرأةٍ إِلا ومَعَهَا ذُو محْرمٍ ، ولا تُسَافِرُ المرْأَةُ إِلاَّ معَ ذِي محْرمٍ » فقال لَهُ رَجُلٌ : يا رسولَ اللَّهِ إنَّ امْرأتي خَرجتْ حاجَّةً ، وإِنِّي اكْتُتِبْتُ في غَزْوةِ كَذَا وكَذَا ؟ قال : «انْطلِـقْ فَحُجَّ مع امْرأَتِكَ » متفقٌ عليه .
Kitaabka Riyaadu-Saalixiin*Baababka-170-179*Xadiith-972 Ilaa 990*Li Sh Xassan Ibraahim Xafidahullaah
ღƸ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒكتاب رياض الصالحين من كلام سيد المرسلينღƸ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ